الكثير من التقارير المحلية تؤكد أن نسبة الإقبال على الشراء هذا العام استعدادا للموسم الرمضاني اختلفت كثيرا عن الأعوام السابقة، ويلاحظ أن انخفاضا يطال عملية الشراء الموسمية، ويرجع الكثيرون السبب إلى وعي الناس المتنامي تجاه هذا الأمر، وقد يكون لارتفاع الأسعار دور في تقليص النفقات غير الضرورية.
من جهة أخرى لا بد لنا من فهم أن الشهر الكريم يعد موسما سنويا، وكل موسم يقود لترويج منتجات دون أخرى، وهو عرف عالمي في المواسم الاجتماعية أو الدينية في كل الديانات، لذا فإن الموسم الرمضاني يتسم بأنه يحقق أرباحا لقطاع المنتجات الغذائية دون غيرها، فكان الغالب في السنوات الفائتة أن أسواق الغذاء هي الأكثر نشاطا، وعليه فإن القطاعات الأخرى والمنتجات تتعرض لفترة ركود طيلة هذا الموسم.
ولكن الحقيقة لا تكمن في هذا العزوف والتراخي أو حتى الوعي لدى الناس واقتصادهم عن الشراء أو معالجتهم لمرض الشراهة الموسمي والشراء المحموم والتنافس على اقتناء المنتجات الغذائية وطهيها في الشهر الفضيل، وإنما تكمن في التغيرات البارزة في المجتمع الخليجي وتغيير شمل السلوك والأولويات والعادات والطبائع بما فيها الطبائع الشرائية والمنتجات المستهدفة في المواسم السالفة التي طغت على سلوك الاستهلاك الرمضاني وميزته طيلة سنين.
العصر تغير، فمع خروج المرأة للعمل قل الاعتماد على الطبخ المنزلي، والبديل في الأكل الجاهز، ومع فتح مشاريع الطبخ في البيوت صار الإقبال على هذه المشاريع أكبر من المطابخ والمطاعم السريعة، تغيرت الكثير من السلوكيات، لم تعد موائد رمضان تعتمد على الوجبات الكبيرة والصحون الغنية السابقة، لم تعد تلم شمل الأسرة الكبيرة والمركبة عند الكثير، لذا لم يعد الأكل بأطباقه الرئيسية أمرا ملحا، تغير العادات ساهم كثيرا في تغير سلوكيات الاستهلاك أيضا، وأهم ما تغير هو شراهة الشراء للمنتجات التقليدية، بدل الشراء بكميات كبيرة بات الأمر يقتصر على شراء منتجات بعينها، وهذا الأمر أجبر أصحاب المتاجر الكبيرة على إغراء الناس بالعروض الترويجية.
لذا فإن تغير العادات الاجتماعية والطبائع الفردية والتقليد على الغالب أثرت على السلوكيات القديمة، فلم تعد مائدة الإفطار هي المائدة الرئيسية على أي حال، فصارت مائدة أولية أو «تصبيرة» أو ما تسمى اليوم «Snack meal»، وهذه الوجبة الخفيفة لا تكلف كثيرا في الجهد أو المال، هذا الاختلاف قابله اختلاف بالمقابل، فاليوم المنتجات التي بات الإقبال عليها قبيل بداية شهر رمضان هي الكماليات كالأدوات المنزلية والإلكترونية ونسبة الشراء الإلكترونية باتت تفوق بكثير نسبة الشراء المحلية. تغير مفهوم الناس وبات الموسم من موسم اجتماعي إلى استعراضي، وهذا الأمر آخذ في العرف ليكون عادة اجتماعية ملزمة.
إذًا لم تختلف كمية الاستهلاك ولا نسبة الشراهة إنما اختلفت أذواق الناس وعاداتهم، لا يزال الشهر الكريم موسم للشره الشرائي.
@hana_maki00
من جهة أخرى لا بد لنا من فهم أن الشهر الكريم يعد موسما سنويا، وكل موسم يقود لترويج منتجات دون أخرى، وهو عرف عالمي في المواسم الاجتماعية أو الدينية في كل الديانات، لذا فإن الموسم الرمضاني يتسم بأنه يحقق أرباحا لقطاع المنتجات الغذائية دون غيرها، فكان الغالب في السنوات الفائتة أن أسواق الغذاء هي الأكثر نشاطا، وعليه فإن القطاعات الأخرى والمنتجات تتعرض لفترة ركود طيلة هذا الموسم.
ولكن الحقيقة لا تكمن في هذا العزوف والتراخي أو حتى الوعي لدى الناس واقتصادهم عن الشراء أو معالجتهم لمرض الشراهة الموسمي والشراء المحموم والتنافس على اقتناء المنتجات الغذائية وطهيها في الشهر الفضيل، وإنما تكمن في التغيرات البارزة في المجتمع الخليجي وتغيير شمل السلوك والأولويات والعادات والطبائع بما فيها الطبائع الشرائية والمنتجات المستهدفة في المواسم السالفة التي طغت على سلوك الاستهلاك الرمضاني وميزته طيلة سنين.
العصر تغير، فمع خروج المرأة للعمل قل الاعتماد على الطبخ المنزلي، والبديل في الأكل الجاهز، ومع فتح مشاريع الطبخ في البيوت صار الإقبال على هذه المشاريع أكبر من المطابخ والمطاعم السريعة، تغيرت الكثير من السلوكيات، لم تعد موائد رمضان تعتمد على الوجبات الكبيرة والصحون الغنية السابقة، لم تعد تلم شمل الأسرة الكبيرة والمركبة عند الكثير، لذا لم يعد الأكل بأطباقه الرئيسية أمرا ملحا، تغير العادات ساهم كثيرا في تغير سلوكيات الاستهلاك أيضا، وأهم ما تغير هو شراهة الشراء للمنتجات التقليدية، بدل الشراء بكميات كبيرة بات الأمر يقتصر على شراء منتجات بعينها، وهذا الأمر أجبر أصحاب المتاجر الكبيرة على إغراء الناس بالعروض الترويجية.
لذا فإن تغير العادات الاجتماعية والطبائع الفردية والتقليد على الغالب أثرت على السلوكيات القديمة، فلم تعد مائدة الإفطار هي المائدة الرئيسية على أي حال، فصارت مائدة أولية أو «تصبيرة» أو ما تسمى اليوم «Snack meal»، وهذه الوجبة الخفيفة لا تكلف كثيرا في الجهد أو المال، هذا الاختلاف قابله اختلاف بالمقابل، فاليوم المنتجات التي بات الإقبال عليها قبيل بداية شهر رمضان هي الكماليات كالأدوات المنزلية والإلكترونية ونسبة الشراء الإلكترونية باتت تفوق بكثير نسبة الشراء المحلية. تغير مفهوم الناس وبات الموسم من موسم اجتماعي إلى استعراضي، وهذا الأمر آخذ في العرف ليكون عادة اجتماعية ملزمة.
إذًا لم تختلف كمية الاستهلاك ولا نسبة الشراهة إنما اختلفت أذواق الناس وعاداتهم، لا يزال الشهر الكريم موسم للشره الشرائي.
@hana_maki00