يطرح بعض المتعصبين جدا لفرقهم فكرة خطيرة ذات أبعاد سيئة وتنمو وتزداد وتنتشر تلك الفكرة وفق ما يتحقق من نتائج سلبية. فكرة أن هناك مؤامرة لإسقاط الفريق أو لإعطاء البطولة لفريق تتنقل منذ بداية الموسم من فريق إلى آخر حسب النتائج حتى كأس الملك الذي حققه التعاون قالت جماهير الرائد إن الكأس مجهزة للتعاون. أي حدث كبير لا بد أن يكون خلفه واحد أو أكثر من الفرق المنطوية تحت الأربعة الكبار الهلال والنصر والاتحاد والأهلي فهي من تمتلك المساحة الكبرى إعلاميا وجماهيريا. ربما تتكرر هذه الفكرة الخطرة في كل موسم ولكن درجة تأثيرها تختلف وفق المنافسة فإذا كان الفارق النقاطي كبيرا فإن الفكرة تصبح شبه منتهية ولكن إذا حدث كما يحدث هذا الموسم فالفكرة تكون هي الحدث المسيطر والمؤثر الأكبر. وقد تحدث بشكل خاص ومحدد كما هو حادث الآن في الهلال فهناك اعتقادات جماهيرية وإعلامية بأن هناك مؤامرة لإسقاط فريقهم عن طريق تكليف محمد بن فيصل وإقالته لمدرب الفريق خيسوس والتعاقد مع زوران. في البداية لم تكن تلك الفكرة الخاصة موجودة فالوضع بالتكليف والإقالات ليس بجديد بل متكرر منذ سنوات بالكرة السعودية بما فيه الهلال نفسه. لا يمكن القبول بمثل تلك الفكرة فليس هناك أي سبب يدعو محمد بن فيصل للبحث عن الفشل ولا أي إنسان ولكن الإخفاق في النتائج وفقد البطولات يجعل ذلك أقرب لتصديق الكذبة وانتشارها. كبرياء الكبار أحد أهم أسباب عدم الاعتراض بالضعف أو الانخفاض بالمستوى أو لقوة المنافسين فلا بد من اختراع سبب أو أكثر لسوء النتائج. لا يوجد فريق بالعالم يستمر متفوقا في كل شيء فهناك متغيرات كثيرة وظروف مختلفة والتراجع لفترة قصيرة أو متوسطة أمر طبيعي. ما يزيد الأمور دون العودة السريعة لأي فريق تعرض للهبوط الفني الضغط الجماهيري الخارج عن الطبيعة مما يسبب ضغوطا على الإدارات باتخاذ قرارات غير مدروسة. ليس هناك مؤامرات فكل ما حدث كان وفق ملاعب وليست مكاتب، المباريات تقام بين الفرق فهل تعمد الهلال التنازل عن صدارته؟ وهل فاز الاتحاد على النصر من أجل الهلال؟ الاتحاد حقق الفوز لأنه بحاجة إليه. ما يحدث بالقمة ليس للقاع أي حدث له فأصحاب القاع لا يمتلكون أدوات نمو الأفكار السلبية فليس هناك صراع بين الأندية كما هو حال الصراع الهلالي النصراوي ولا يوجد أي محرك للفكرة بالقاع. شخصيا لا أتفق مع فكرة المؤامرة وفق ما نشاهده من معطيات ونتائج فالكرة بالملعب والحسم بالملعب عدا ذلك كلام فاضي. الجولة القادمة موحدة باليوم والوقت ولكن المتابعة ستكون على مباراة النصر والحزم ومباراة الهلال والاتفاق، الجميل أن الحزم والاتفاق لديهما قلق من حسابات الهبوط لذا فإن المباراتين ستكونان الأكثر أهمية. شهر مبارك على الجميع..