يمكن القول بثقة مطلقة إن التقدم الطبي الرائع والهائل بالمملكة دخل إلى ساحة التنافس مع ما تشهده الدول الكبرى في هذا المجال ويضاهي ما تحقق في كبريات المصحات العالمية، وهذا القول يقترب من الحقيقة بنسبة عالية وفقا للإنجازات المدهشة التي ترى بالأعين المجردة في مستشفيات المملكة المتخصصة وغير المتخصصة في سائر القنوات الطبية المختلفة، وأشهرها ما له علاقة بزرع الأعضاء وفصل التوائم ونجاح العمليات الجراحية الدقيقة والصعبة، وما له علاقة في الوقت ذاته بتوافر الأجهزة الحديثة المتطورة التي سهلت إجراء تلك العمليات، وما له علاقة كذلك بتوافر الكوادر الطبية الوطنية التي حققت وما زالت تحقق سلسلة من النجاحات الباهرة في أعمالها الطبية المختلفة.
والشواهد على هذا التقدم الملموس لها عدة أمثلة أكتفي بطرح واحد منها عبر هذه العجالة للتدليل على مدى ما وصلت إليه المسارات الطبية من أوضاع متقدمة للغاية، فقد أجرت مدينة الملك سعود الطبية مؤخرا ممثلة بقسم القسطرة القلبية فيها جراحة دقيقة هي الأولى من نوعها لمصاب بالشرايين التاجية القلبية، فقد استخدم القسم الطبي في إجرائه تلك العملية أحدث الإصدارات من أجهزة التصوير المقطعي البصري المعروفة علميا باسم «أو. سي. تي» والإصدار الجديد في عالم التقنية الطبية الحديثة استخدم لأول مرة بالمملكة.
والجهاز المتطور الحديث الذي استخدم على أيد طبية وطنية ماهرة يعمل على تصوير الشرايين القلبية وأنسجتها المجهرية وتصوير الدعامات الشريانية بدقة متناهية وعالية الوضوح تمكن الأطباء المختصين من مشاركة التسجيل المدمج والمتزامن مع التصوير الطبي في عمليات القسطرة وربطه مباشرة بالتصوير البصري المقطعي الداخلي، وتلك مشاركة تقنية متطورة تساعد الأطباء على اتخاذ قرارهم السليم والدقيق خلال إجراء عمليات القسطرة القلبية المعقدة والصعبة.
هذا المستوى الرائع من التطور التقني الطبي يتميز بقدرته استنادا إلى مهارة الأطباء المعالجين على تمكين تلك الوسيلة الحديثة ثلاثية الأبعاد من تشخيص حالة المريض بدقة عالية الوضوح وقراءة ذاتية لمدى تضيقات التفرعات التاجية للوقوف على أي خلل طارئ في موقع الدعامات الشريانية وتحسين أوضاعه بما يضمن بإذن الله تحقيق أفضل النتائج الآمنة لمرضى الشرايين التاجية وحمايتهم من أي مضاعفات في حياتهم المستقبلية.
وقد نجحت العملية التي أجريت للمريض باستخدام هذه التقنية الجديدة، وكان يعاني من أزمة قلبية حادة بسبب خثرة في دعامة قلبية سابقة في الشريان الرئيسي الأيسر الأمامي للقلب، وخرج بعد إجراء العملية من تلك المدينة الطبية التي نفخر بما وصلت إليه من مستويات طبية رائعة وهو في وضع صحي رائع بفضل رب العزة والجلال، وبفضل ما وصلت إليه تلك المدن والمستشفيات بالمملكة من أوضاع طبية متقدمة لا يملك أي مواطن أو مقيم في هذا الوطن المعطاء إلا الإشادة والإعجاب بها.
والنجاح الذي تحقق في هذه المدينة الطبية يضاف إلى سلسلة من النجاحات الرائعة في مضاميرعلاج الأمراض المستعصية سواء ما تعلق منها بأمراض القلب أو غيرها، وكلنا نفخر ونعتز بهذه النجاحات الهائلة التي حققتها المملكة، بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة الداعمة للقطاع الطبي كدعمها لكافة القطاعات، فقبل سنوات قليلة منفرطة كان المواطنون يعالجون من أمراضهم الشبيهة بحالة المثل المضروب آنفا في الخارج، وقد انقلبت الآية رأسا على عقب في فترة زمنية قصيرة ومدهشة فما عاد المواطنون يعالجون من أمراضهم المستعصية في الداخل فحسب بل أخذت عدة أقطار وأمصار في العالم تحول مرضاها للعلاج من عدة أمراض داخل مستشفيات المملكة.