شق التعاون طريقه نحو نهائي مسابقة كأس الملك للمرة الثانية في تاريخه بكل يسر وسهولة ، عطفاً على النتائج الكبيرة التي حققها خلال مشواره في المسابقة الغالية ، التي استهلها بالفوز على العدالة بهدف نظيف ، قبل أن يتخطى النهضة برباعية والشباب بثلاثية والوحدة بثلاثية والهلال بخماسية ، مسجلاً 16 هدفاً في خمس مباريات دون أن تستقبل شباكه أي هدف .
وكان التعاون قد حقق انجازاً غير مسبوق عام 1990 عندما كان ينشط في دوري الدرجة الأولى ، حيث نجح آنذاك في بلوغ الدور النهائي على حساب الوحدة قبل أن يخسر فيما بعد أمام النصر بهدفي ماجد عبدالله في اللقاء الذي جمعهما على ستاد عبدالله الفيصل بجدة .
ورغم المستويات الكبيرة التي قدمها "سكري القصيم" هذا الموسم في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ، إلا أن الكثير كان يتوقع توقف قطار التعاون في محطة الهلال ، لاسيما وأنه واجه مضيفه أربع مرات سابقة في مسابقة الكأس وخسرها جميعاً فضلاً عن عدم فوزه على الهلال في مجموع المواجهات المباشرة سوى مرة واحدة ، ولكنه أسقط جميع التوقعات في الماء وحقق فوزاً ساحقاً سيبقى راسخاً في صفحات التاريخ .
ويعتبر التعاون هو الحصان الأسود هذا الموسم ، كما أنه يعد من أفضل فرق دوري المحترفين إن لم يكن أفضلها على الإطلاق في ظل الاستقرار الذي ينعم به على المستوى الإداري والشرفي والفني والمالي ، وهو الأمر الذي انعكس على أدائه طوال منافسات الموسم الذي ينافس من خلاله على المركز الثالث في الدوري بحثاً عن مشاركة قارية في الموسم المقبل .
ويملك الفريق القصيمي عقلية إدارية فذة متمثلة في رئيسه محمد القاسم الذي يتمتع بفكر احترافي ونظرة ثاقبة ، انعكست إيجاباً على تعاقداته طوال السنوات الماضية سواء مع الأجهزة الفنية أو اللاعبين الأجانب الذي يعتبرون من النخبة في الدوري رغم أن مجموع عقودهم ربما لا يوازي عقد لاعب واحد استقطبه أحد الأندية الكبيرة .
ويطمح السكري الذي رفع سقف الطموح عند عشاقه بأدائه الكبير ونتائجه الرائعة ، إلى مواصلة انتصاراته وتحقيق أهدافه المشروعة ، فهو يبحث عن التتويج بالكأس الغالية للمرة الأولى ، وتحقيق انجاز غير مسبوق ليس في تاريخه فحسب ، بل في تاريخ أندية منقطة القصيم ، كما أنه يتطلع إلى انتزاع المركز الثالث في دوري المحترفين وتتويج موسمه الزاهي بأغلى بطولة وأفضل مركز من تأسيسه .