بعيدا عن الشوارع المسفلتة وعلى مقربة من قرية الشعبة احدى القرى الشمالية في محافظة الإحساء ، وتحديداً عند جبل «كنزان» أو ما يعرف لدى الناس بجبل الشعبة ، ترى مئات السيارات المصطفة قبالة هذا الجبل ومن حولها أعداد كبيرة من كافة الأعمار ممن تستهويهم رؤية المشاهد المثيرة التي يقوم بها أصحاب رياضة التطعيس بالسيارات من خلال تسلق احد هضاب هذا الجبل ذي الكثافة الرملية مستعرضين مهاراتهم في قيادة السيارات خاصة في أوقات العصاري من أيام شهر رمضان المبارك ، حيث تزداد في هذه الأوقات وذلك وسط حضور كبير من كافة أطياف المجتمع وقد يكون بعضهم حضر مع أولاده، حيث أصبح تواجدهم في هذا المكان أمرا عاديا في هذه الأوقات وفي جميع أوقات أيام السنة وتحديداً في إجازة نهاية الأسبوع لذا حاورنا بعض من هؤلاء المطعسين وعددا من الجمهور في موقع الحدث.
إقبال
ويقول «حسين الحاجي» إن رياضة التطعيس من الهوايات المحببة التي تستهوي الكثير من الشباب في محافظة الإحساء ويزيد الإقبال عليها في أيام شهر رمضان المبارك، حيث ترى المطعسين يتوجهون للأماكن التي يستطيعون ممارسة هوايتهم .. لذا تجد الإقبال على جبل الشعبة الذي يعد من المواقع التي تشتهر بالتطعيس في المحافظة لما يملكه من هضاب رمالية كثيفة ومساحات شاسعة تتسع للعديد ممن يحضر لممارسة هذه الهواية ويشهد شهر رمضان المبارك ازديادا ملحوظا على هذا المكان. وأنه يحضر بشكل شبه يومي لهذا المكان خاصة في عصاري أيام الشهر الفضيل لقضاء سويعات جميلة في هذا المكان الذي يشهد ازدحاماً شديداً من الجماهير التي تأتي من عدة أماكن سواء من خارج المحافظة أو من داخلها مما يزيد من الحماس لدى المطعسين الذين يقومون بتسلق المرتفع حيث ينجح البعض منهم بصعوبة بالغة وقد لا ينجح .. الأهم في ذلك هو ممارسة هوايتهم وإشباعها وكذلك إمتاع المتجمهرين الذين يحضرون لرؤية هذه الرياضة.
مناسب
ويضيف « فهد السماعيل» انه يهوى ممارسة هذه الرياضة باعتبار أن المكان هو الأنسب والأجمل لممارسة هذه الهواية .. لذا تجده يحرص على الحضور في وقت مبكر ليمكنه قضاء ساعات أطول في صعود المرتفعات على الجبل وإن غالبية المطعسين يستخدمون سياراتهم على طبيعتها بدون أية إضافات عليها «شد وكالة» من غير الاعتماد على إضافة بعض التحسينات على المحرك أو غيره باعتبار أن البعض منهم يأخذ هذه الهواية لمجرد التسلية في عصاري شهر رمضان وإثارة إعجاب الجمهور.
فعاليات
وحضر«حسن العواد» من مدينة الدمام لمشاهدة المطعسين وقال إن هواية التطعيس محببة لدى الكثير من شباب المملكة خاصة لدى شباب الإحساء التي منّ الله عليها بالعديد من المواقع الطبيعية المهيأة لممارسة هذه الرياضة .. لذا تجد غير جبل الشبعة جبل الأربع ومشروع حجز الرمال .. كلها أماكن جميلة لكنها لم تحظَ باهتمام ورعاية من قبل الجهات المعنية سواء كانت البلدية أو الهيئة العامة للسياحة لعمل المشاريع التطويرية لها لاحتضان هواة التطعيس ، كذلك مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمحافظة الإحساء لم يبادر بتنظيم فعاليات حية لرياضة التطعيس كما يحدث في بقية مناطق المملكة.
حرص
ويحرص «زكي العباد» على الحضور من وقت مبكر خاصة في أيام شهر رمضان حيث يقوم بإيقاف سيارته بالقرب من الأماكن القريبة جداً من أسفل المرتفعات الرملية التي ينطلق منها المطعسون .
ويضيف إن هذه الرياضة مثل أي رياضة ولكن التطعيس لا ينشط إلا بشهر رمضان والتي تستمر لأكثر من ساعتين تقريباً قبل موعد الإفطار.
تنوع
وبين «حسن الحاجي» أن رياضة التطعيس وتحديداً في جبل الشعبة تعاود ظهورها بشكل أوسع في محافظة الإحساء خلال أيام شهر رمضان حيث يشهد الموقع إقبالاً يفوق التوقعات من محبي هذه الهواية سواء من أرباب أسر أو شباب حتى من مناطق قريبة من المحافظة حيث يجدون هذا المكان هو المتنفس الحقيقي لهم للترفيه عن أنفسهم بالرغم من الصيام وارتفاع درجة الحرارة إلا أن ذلك لم يمنع البعض منهم من ممارسة هوايته المحببة.
تميز
فيما يؤكد «علي اللويم» أن الموقع الذي اختاره الشباب لممارسة هواياتهم يتميز بأنه بعيد عن المباني السكنية، وهذا أمر يعد ايجابيا وأفضل خاصة أن هناك ممارسات خاطئة أحياناً تصدر من بعض الشباب مما يثير استياء بعض أصحاب المباني السكانية ومنها التفحيط.
