القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة الطائرة بإيقاف أحد الحكام لمدة ثلاثة أشهر من وجهة نظري الخاصة قرار شجاع قليل من الاتحادات الرياضية تتخذه أمام العديد من الملاحظات حيال بعض الحكام في الألعاب المختلفة أو كرة القدم، مما يجعل اتحاد الطائرة في رأس الهرم بين الألعاب ممن يتخذون قرارا جريئا وشجاعا بالإعلان عن عقوبة لحكم، بينما الاتحادات الأخرى لا تملك من شجاعة اتحاد الطائرة حتى واحد بالمائة بمعاقبة حكم تحت سلطتها.
العديد من الحكام يقعون في أخطاء جسيمة ونراهم في الجولات التالية يشاركون وكأن شيئا لم يكن، مما يجعل التمادي في الأخطاء أمرا عاديا، في الوقت الذي نرى الأندية تشتكي وترفق تسجيلات خاصة بأخطاء الحكام ولكن لا حياة لمن تنادي، مع أن كل اتحاد لو أعلن عقوباته للحكام لاستمر المميز فقط، ولغادر ساحة التحكيم من لا يستحق البقاء، من باب البقاء للأفضل دائما، ولكن قانون بعض الاتحادات البقاء للأسوأ.
الشجاعة التي تحلى بها اتحاد الطائرة لا بد أن تدون درسا مجانيا لكل الاتحادات المحلية، بل يجب أن يعمم مثل هذا القرار على بقية الاتحادات من خلال معاقبة الحكام ونشر عقوباتهم، فرؤساء الأندية واللاعبون والإداريون والمدربون والجمهور كلهم تتم معاقبتهم في أي وقت من قبل الاتحادات، ولكن عندما يكون المستهدف هو الحكم هنا يقف الاتحاد عاجزا عن معاقبته أو نشر عقوبته، وكأنه من عالم آخر خارج عن منظومة العقوبات المقررة.
شاهدنا أخبارا من اتحاد الطائرة الشجاع عن بعض الحكام المميزين ممن يشاركون في بطولات محلية وخارجية، لكنه من جهة أخرى يعاقب، وهذا يعني العدل في معاملته وليس المجاملة على حساب الأندية التي تضيع حقوقها في ألعاب أخرى بسبب التساهل مع أخطاء متكررة من بعض الحكام.