رؤية المملكة تتوافق وتنسجم مع أهم الخطط الاستراتيجية في العصر الحديث التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينغ بينغ عام 2013م وهي مبادرة الحزام والطريق التي يؤيدها 65 دولة، وتستقطب ما يقارب 70% من سكان العالم، وتهدف لإعادة إحياء الممر الشهير تاريخيا «طريق الحرير»، الذي كان المسار لعبور البضائع الصينية للعالم، وتحديدا الحرير الذي تشتهر بإنتاجة والمتاجرة به الصين آن ذاك، ومازالت.
فمبادرة الحزام والطريق جاءت لتنمية وتعزيز التبادل التجاري بين دول العالم المختلفة وخلق مسارات ممهدة لنقل البضائع وتعزيز التبادل التجاري والثقافي أيضا، وربط قارات العالم الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا ببعضها البعض. هذه المبادرة جاءت استجابة لحاجة التنمية والتعاون بين الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، فالصين لا تنوي العزف المنفرد، بل سيمفونية بمشاركة جميع الدول على مد «الحزام والطريق» وهي تدعو وتتمسك بـ«3 تشاركات» كأساس ومبدأ لبناء «الحزام والطريق»، ألا وهي التشارك في المناقشة والتشارك في البناء والتشارك في الفوائد.
موقع السعودية يعتبر منطقة التقاء لطريقي الحرير البري والبحري منذ القدم، وقد عبر عن ذلك معرض «طريق الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي أقيم في المتحف الوطني الصيني في الفترة الماضية تجسيدا حيا لمسيرة التواصل الصيني- السعودي.
المملكة العربية السعودية والصين تتواجدان في قائمة الـ 20 اقتصادا الأكبر عالميا، وتمثل هذه الـ20 اقتصادا حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من 70% من جحم التجارة العالمية.
ولذلك أعتقد أن أهمية هذين البلدين وتقاطع رؤية المملكة مع مبادرة الحزام والطريق الصيني والقواسم المشتركة بينهما وقيام المملكة بتطوير مناطق مهمة ومدن اقتصادية في مواقع مميزة على طرق التجارة والملاحة العالمية كمشروع نيوم والبحر الأحمر يجعلنا متفائلين بمستقبل زاهر للعلاقة التجارية الاستراتيجية المشتركة ما بين السعودية والصين.