لو نظرنا إلى أغلب الأسماء التجارية من عشرات السنين في جميع دول العالم بدون استثناء لوجدنا أنها انطلقت من معمل صغير أو غرفة أو ربما طاولة في جزء من المنزل، فالبدايات عندما تكون متواضعة تتحول مع العزيمة والإصرارـ وتوفيق الله قبل كل شيء ـ إلى نجاحات عظيمة، يروي لي أحد تجار الملابس السعوديين ممن عمل في هذا المجال لسنوات طويلة وكان يستورد أفضل الخامات والتصاميم من بعض المصانع في بعض الدول العربية القريبة أنه كان يعتقد أن تلك المصانع تحتل مساحات واسعة وإمكانات كبيرة نظرا لجمال منتجاتها وجودتها ولكنه تفاجأ بعكس ذلك عندما زارها بأنها أقرب إلى المعامل وعدد عمالة بسيط وانطلاقتها كانت من غرفة متواضعة وتوسعت مع الوقت حتى تحولت إلى مصنع يصدر منتجاته إلى أغلب دول العالم ومثلها الكثير من الصناعات.
لدينا نستطيع أن نبدأ من الصفر وليس بالضرورة البدء من القمة؛ لأن السيولة لا تتوافر للجميع وتوجد نماذج محلية كانت انطلاقتها متواضعة وحققت مع الوقت انتشارا في جميع مناطق المملكة ودول الخليج مثل بعض مصانع الأثاث والملابس والأغذية وغيرها.
«هنري فورد» بدأ بشركته عام 1905 من لا شيء، وبعد 15 سنة أصبح صاحب أكبر شركة بين شركات السيارات في العالم، وكذلك مؤسس شركة هوندا الذي بدأ متواضعا في تصنيع بعض الدراجات البسيطة ومن ثم تحولت شركته إلى أهم الشركات العالمية في السيارات، وأيضا والت ديزني الذي أنشاء شركة والت ديزني العالمية بدأ بالعمل لدى مؤسسة إعلان صغيرة مقابل 50 دولارا شهريا وحقق انطلاقته العالمية باكتشاف فأر ( ميكي ماوس ).
البدايات ليس مخجلا أن تكون متواضعة لكن بالعزيمة والإصرار تتحول إلى منارات اقتصادية مهمة يستفيد منها أبناء البلد.