اليوم، مع بداية السنة الجديدة، أنا أكثر تفاؤلا بوطني، وأكثر غبطة بشعبه، وأكثر اطمئنانا على مستقبل أولادي وأولادكم. ما حققته المملكة في السنة الفائتة هو الباعث على هذا التفاؤل والغبطة والاطمئنان.
على الصعيد السياسي الدولي وقفنا، باعتبارنا مواطنين أوفياء لقيادتنا، وقفة رجل واحد ضد من أرادوا النيل منا ومن وطننا ومكتسباتنا. حاولوا، بكل ما يملكون من طاقة الإعلام، أن يؤزمونا ويخيفونا، لكن حزمنا، قيادة وشعبا، فوت عليهم هذه الفرصة، كما فوت عليهم فرص تربص سابقة تصعب على العد. والأهم أن دولا ووسائل انكشفت عورات عدائها لنا وليس بمقدورها بعد الآن أن تخدعنا بجلود الثعابين وألسنة الباطل.
اقتصاديا، ورغم كل اهتزازات أسعار النفط والاقتصاد العالمي بشكل عام، أعلنا عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة. وزاد الإنفاق في هذه الميزانية ليبلغ 1.106 ترليون ريال، مع توقعات مبشرة بانخفاض العجز وتوقعات أخرى بانخفاض البطالة. وعدا تعزيز النمو الاقتصادي نصت توجيهات الميزانية على تحسين جودة الحياة للمواطنين، الأمر الذي يعد بمزيد من التطورات في مختلف نواحي حياتنا ومعيشتنا.
في الجانب الاجتماعي، كانت سنة 2018 زاهية بكثير من الفعاليات والنشاطات التي أضفت مزيدا من الانفتاح. انفتاحنا نحن على إمكانات بلدنا وانفتاح الآخرين علينا وعلى سماحتنا ووسطيتنا التي ثبت أننا نعنيها بكل شروطها ودلالاتها. وفي عام 2019، كما أتوقع، سنضيف الكثير إلى فعلنا المجتمعي، خاصة وأن شبابنا وبناتنا ينشطون ويتسابقون الآن إلى الإبداع في كافة المجالات.
نحن إذن، في سنتنا الجديدة، على الطريق الصحيح، لا يضرنا من عادانا ولا من يضع العصي في دواليب طموحاتنا. قافلتنا تسير.