الصيعري.. قنبلة الأخضر في آسيا

لم يكن المهاجم الشاب يعلم بأن مكافأة تألقه مع الأخضر ستكون الإبعاد عن النادي الذي تربي بين أروقته، لكنه حال ما يسمى بـ «الاحتراف»، ذلك الذي كان يسير لسنوات بالأهواء في الكرة السعودية، ليرمي نجوما كان المستقبل ينتظرهم، ويرفع أشباه النجوم ليدمروها.
الأهواء والإهمال، كانا عاملين ساهما في نهاية نجوم قبل أن ينطلقوا، فالعديد منهم وجد الطرق إلى التألق مسدودة، فرحل من رحل إلى دوري المناطق لاستكمال مسيرته على مضض، وعاد البعض للاستمتاع بالكرة بين الأحياء.
وما بين هذا وذاك، كان لمحمد الصيعري رأي آخر، فقد خرج من العميد إلى هجر دون أن يتسلل الإحباط لقلبه، راسما خط العودة للتألق من جديد، لكن ضربة واجهته من جديد، تمثلت في هبوط «شيخ الأحساء»، الذي حاول تسويقه على أكثر من فريق، إلى دوري الدرجة الأولى.
الاتفاق دخل في خط المفاوضات، ونجح في حسم صفقة انتقاله بعقد امتد إلى (5) أعوام، لكن أحلامه لم تلامس الواقع، بسبب خلاف قاده لأن يكون خارج الحسابات الفنية، مما أجبر الإدارة الاتفاقية على إعارته للتعاون، في تجربة لم تحقق النجاح المنشود منها.
وفي الوقت الذي كان الجميع يعتقد بأن مسيرة الصيعري الكروية باتت في أيامها الأخيرة، كان لا يزال يحمل في جعبته المزيد من العزيمة والإصرار، مقررا خوض تجربة جديدة، لكنها هذه المرة مع الصاعد حديثا من دوري الأولى الحزم.
المغامرة كبيرة، لكن النجاح يتطلب خوض هذا النوع من المغامرات، في طريق العودة للنجومية، وهو ما تحقق لـ «محمد الصيعري»، الهداف الشاب الذي أجبر الجميع على احترام موهبته، عقب أن سجل اسمه في قائمة المنافسين على صدارة الهدافين، بتسجيله لـ (8) أهداف، لم يكن أي منهم من نقطة الجزاء.
ويبدو أن تألقه المستمر، والأسلوب المتميز في إحرازه للأهداف، قد أجبر أخيرا مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الأرجنتيني خوان بيتزي على ضم الصيعري للقائمة التي تخوض فترة الإعداد الأخيرة للمشاركة في كأس الأمم الآسيوية (2019) بالإمارات، في فرصة ستفتح له أبواب النجومية في حال تمكن من استغلالها بالشكل الأمثل.