" العصفور" يشعل رؤساء الأندية

تسبب «العصفور الأزرق» في اشتعال أجواء دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، عقب جولة سادسة كانت مليئة بالأحداث والمفاجآت والإثارة المتبادلة.
وكانت شرارة الإثارة قد انطلقت عقب اللقاء الذي جمع بين الاتحاد وأحد، وما تبعه من اعتداء حدث في الممر المؤدي إلى غرف تبديل الملابس بين لاعب الاتحاد حسن معاذ ولاعب أحد حسين عبدالغني، حيث كان الترقب لنتائج التحقيق الذي وجه به معالي المستشار تركي آل الشيخ، هو الحدث الذي شغل الشارع الرياضي حينها.
بوصلة الإثارة تحولت بعد ذلك نحو الرياض، من أجل مراقبة أحداث مواجهة القمة بين الشباب والهلال، وحينها كان «الطائر الأزرق» نجما فوق العادة، مستغلا الإصابة المبكرة للنجم الإماراتي «عموري»، والتي أشغلت الشارع الرياضي الخليجي، وخصوصا في السعودية والإمارات.
ويبدو أن «تويتر» لم يعرف طعم الراحة أبدا عقب الفوز الهلالي، فقد تناقلت الحسابات الشبابية التصريح التلفزيوني الذي أدلى به الرئيس الشبابي خالد البلطان، والذي أكد أن حكم اللقاء تغاضى عن الرجوع لتقنية الـ «VAR»، وحرم فريقه من ضربة جزاء صحيحة، مبديا استغرابه من الطرد الذي تعرض له محترف الفريق البرازيلي ايلير سيلفا، مؤكدا أن أقصى قرار يمكن اتخاده هو منح اللاعب البطاقة الصفراء.
مستوى الإثارة كان في ازدياد مستمر منذ مساء الأمس، فرئيس النصر سعود آل سويلم أبدى استغرابه من قرار حكم لقاء الشباب والهلال، كاتبا عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، الآتي: «حكم يوقف اللعب ويتوجه لتقنية (الفار) من أجل كرة مشتركة تحتمل كرتا أصفر أو أحمر، ولا يوقف اللعب من أجل التأكد من ضربة جزاء واضحة.. هل من تفسير؟».
ورغم الحديث المستمر عن سوء أرضية استاد الأمير فيصل بن فهد، إلا أن تناقل الأخبار عن الطلب الرسمي الذي تقدم به الهلال من أجل نقل المواجهتين اللتين تجمعانه بالاتحاد والوحدة إلى جدة ومكة خوفا على لاعبيه من الإصابات، أعاد الموضوع للواجهة من جديد، حيث أطلق رئيس النصر الشرارة الأولى، بقوله: «حذرنا من أرضية الملعب من أجل المصلحة العامة، وفسروها بـ(صعب المحال) لا بد من حل؛ حتى لا نخسر نجوماً آخرين»، قبل أن يسكب رئيس الاتحاد نواف المقيرن الزيت على النار، بقوله: «الهلاليون يطالبون بأن تكون مباراة الكلاسيكو أمام الاتحاد الخميس المقبل في جدة لأسباب تتعلق بهم، والاتحاد لا يمانع، ولكن نحن متمسكون بحقنا بأن تكون مباراة الإياب في ملعبنا كما هي معلنة في جدول الدوري لهذا الموسم.. والحق حق».
الإثارة بلغت ذروتها عقب أن عادت قضية حسن معاذ وحسين عبدالغني إلى الواجهة، بإصدار لجنة الانضباط والأخلاق قرارا في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، ينص على إيقاف لاعب الاتحاد لمدة موسمين، وإلزامه بدفع غرامة قدرها (١٠٠) ألف ريال سعودي.
وبمجرد صدور القرار رسميا، شنت الجماهير الاتحادية هجوما كبيرا على «الطائر الأزرق»، معبرة عن عدم رضاها عن القرار، رغم استنكارها لما فعله حسن معاذ، ليأتي حديث رئيس الاتحاد كإعلان عن انطلاق بركان «الغضب الاتحادي» الالكتروني، والذي اختصره في تغريدتين، قال في الأولى منهما: «نحن كاتحاديين نرفض ما فعله لاعبنا حسن معاذ فهو ليس من أخلاقيات العميد، ولكن في المقابل كل ردة فعل إلا وقد سبقها فعل، فهل وقف اتحاد الكرة على كل تفاصيل حادثة النفق ليصدر قراره بإيقاف اللاعب سنتين؟!! وهل توقف قبل ذلك عند سؤال.. لماذا حسين عبدالغني دائما ؟!!»، ليتبعها بتغريدة أخرى قال فيها: «الاتحاد ليس جدارا قصيرا يسهل القفز عليه، وصدور قرار إيقاف اللاعب فجرا والشهود (نيام) يجعلنا أكثر تمسكا بحق العميد في وجوب احترامه واحترام رجالاته وجماهيره، أمامنا الاستئناف، وبعدها لكل حادث حديث».
قصص «الطائر الأزرق» لن تتوقف، والإثارة الدائمة ستكون العنوان الأمثل لما يتوقع أن تحظى به كرة القدم السعودية في الأيام القادمة.