ومع مرور الوقت، بات صيت اللاعب الصغير كبيرا على المستوى المحلي، لكن ذلك لم يلب كل طموحاته، فالآمال والتطلعات كبيرة جدا، والثقة سجلت أعلى مستوياتها الرقمية.
كل ذلك، كان الملهم لبدء مرحلة تألق خارجي، حقق من خلالها البطل السعودي الكثير من الإنجازات المميزة باسم الوطن، التي كان من أبرزها ذهب الدوري العالمي وذهب البطولة الآسيوية، إضافة لفضيتي كأس العالم وبطولة العرب.
ولأن البطل السعودي لا يعرف المستحيل، فقد بدأ محمد عسيري، منذ ما يقارب العام، العمل رفقة مدربه الوطني على حلم يراه الكثيرون صعب المنال، متجاوزين الكثير من الصعوبات، التي يرى الزهراني أن عدم تفريغ اللاعب الذي يخوض آخر أعوامه في المرحلة الثانوية، كان العائق الأبرز.
الخطة وضعت، والعمل الجاد في نادي الجبيل كان واضحا من قبل محمد عسيري وعلي الزهراني، في سبيل تحقيق الحلم بالوصول لدورة الألعاب الأولمبية للشباب في بوينس آيرس، فكان لهما ما أرادا حينما كان عسيري أول لاعب عربي يتأهل للأولمبياد في لعبة الكاراتيه، محققا ذهب البطولة المؤهلة.
وبمجرد الوصول، كان الهدف مغايرا، فالمنافسة ولا غيرها هو ما أراده البطل السعودي، الذي قاتل خلال إعداده الداخلي على المستويين الفني والبدني من أجل وضع بصمة خاصة له في الأولمبياد بعيدا عن أي ضجيج معتاد في مثل هذه المشاركات.
الهدوء كان السائد على ملامح البطل، لكن «الإعصار السعودي» كان متواجدا كلما خاض عسيري تحديا جديدا، ليقتلع كل الأبطال من طريقه، راسما طريق اللاعودة نحو الذهب الأولمبي، الذي نجح في معانقته عقب أن جندل البطل الياباني ياموكا ماساكي في النزال الختامي، ليعلن عن تحقيق الرياضة السعودية لأول ذهبية أولمبية في التاريخ .
وكان رئيس هيئة الرياضة تركي ال الشيخ قد امر بصرف مليون ريال للاعب كمكافاة على انجازه الكبير .