بحضور الكلمة والفكر كان لقاء وزير الإعلام د. عواد العواد للإعلاميين والإعلاميات بالمنطقة الشرقية ناجحا بامتياز، إذ بدت شرارة تلاقح الأفكار وبلورة المفاهيم بالشكل الذي يخدم المنظومة الإعلامية ويحقق الرؤية التي شملت مختلف النواحي بالمملكة بما فيها تطوير السلك الإعلامي وتوجيه تردداته نحو الريادة والتميز في الشكل والمضمون، والتركيز على المحتوى الجيد الذي يتماشى مع التطورات المتلاحقة على جميع الأصعدة. كما أن ذلك اللقاء ساهم في تحقيق التواصل المباشر والفعال بين مختلف المؤسسات الإعلامية من خلال الحضور اللافت من مختلف أطياف المنابر الإعلامية.
لم يخل هذا اللقاء من العديد من التساؤلات التي أجاب عنها معالي الوزير بكل شفافية ووضوح، وأزاح بحواره الستار عن العديد من الأمور التي قد تُفهم بشكل خاطئ في الساحة الإعلامية، فركز في حديثه على أن هناك من يحاول أن يبرز الأخبار السلبية بشكل ملحوظ لتصل لأكبر شريحة ممكنة ويُحجم انتشار الأخبار الإيجابية لأغراض مريضة في نفسه، وهذا ما يجعلنا أمام تحدٍ كبير لصد وردع مثل هذه الفئة وتحجيمها، هي لا تملك الإنجازات التي من شأنها رفعنا لدرجات عليا محليا وعالميا، كما أني شخصيا لا أعلم وصفا أبلغ من أن أصف هذه الفئة بالمنابر المريضة حقا، والتي لا تفقه في لغة الانتماء والولاء شيئا، فكلنا يحرص على أن يبرز المملكة بالشكل الذي يليق بمكانتها الدائمة والمصانة منذ 88 عاما مضت.
استوقفني تساؤل أحد الحضور لمعاليه حين طالب بتقنين المؤسسات الإعلامية والحد من انتشار البعض الذي قد لا يكون تحت مظلة الوزارة أصلا، وجعلني أتساءل فعلا عما إذا كان بعضها يساهم بشكل أو بآخر في انتشار «البلبلة» ويقتات على الأخبار السلبية التي قد تضر ولا تنفع، والأدهى من ذلك أن منها من يتوشح بوشاح الوزارة ويحاول ضرب الإعلام السعودي في خاصرته!. أعتقد أننا فعلا بحاجة لفلترة المنابر الإعلامية الداخلية والفرز السريع لبقاء الأجدر بحب الوطن ورفعته من خلال ما يحمله من وسيلة نافذة وفكر منير، فهناك من أثبت أنه قيمة مضافة للوطن وبشهادة الجميع، وكان خير ذراع للوزارة والدولة وآخر يحتاج للبتر المحتم لما يجلبه من ضرر كبير، إذ لا مكان له في الرؤية ولا موضع قدم في هذا الكيان الإعلامي الشامخ.
نسعد جميعا بما نراه في وسائلنا الإعلامية النزيهة من نمو واضح في إمكانياتها وسعيها الحثيث نحو الإبداع والتميز في سماء الإعلام، والقدرة على ضبط المشهد الإعلامي وتوجيهه نحو كل ما فيه خدمة للعمل التنموي وترسيخ للأخلاق المهنية التي تُحرك الضمير الإعلامي نحو الحياد وإظهار الحقائق بالشكل الذي يجعلنا محط أنظار العالم أجمع.