المواطنة الصالحة لا تقتصر على المشاعر والشعارات الوطنية فحسب، بل تتمثل في السلوك الحقيقي للمواطن الصالح الذي يرسخ هذه المشاعر ويجسدها ويترجمها إلى أعمال متناسقة ومتفقة مع ما يقول، اي تطابق القول مع العمل أو كما نقول في وصف شخص منضبط «فلان قول وفعل».
إن الدفاع بالقول والعمل عن رموز الوحدة واللحمة الوطنية والوطن أمر في غاية الأهمية لعلاقته المباشرة ببيعة ولي الأمر، الذي يمثل وحدة القيادة والتوجيه لما يجب ان نكون عليه كمواطنين من السمع والطاعة لولي الأمر قولا وفعلا. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم».
الإخلاص والأمانة والجدية والانضباط في العمل من صفات المواطن والمواطنة الصالحين. الحقيقة أن الإخلاص في العمل أو الوظيفة سواء كانت حكومية او في القطاع الخاص واجب ديني ووطني، حيث يعد من مقومات العمل الناجح الذي يتقاضى الموظف مقابله الراتب الذي يساعده واسرته على تلبية متطلبات حياتهم، لذا فإن لقمة العيش الحلال المكتسبة بالعمل الذي يخلص فيه الموظف نعمة من الله، لأن إخلاصه يحسن الجودة والإنتاجية ويقلل التكلفة النهائية على المستهلكين من المواطنين والمقيمين. الإخلاص والأمانة والانضباط في العمل صفات تزيد الإتقان المهني والكفاءة الإنتاجية وتقلص الوقت في الإنتاج، حيث سيكون المردود المالي على جميع المستفيدين مجديا ومحفزا لاستمرار العمل والاستقرار الوظيفي للموظفين.
على المواطن سواء كان موظفا في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص أن يحرص على المال العام والخاص من الهدر والعبث والاختلاس، فهو مؤتمن ومحاسب عليه في الدنيا والآخرة. مكافحة المواطن للفساد بشتى انواعه واجب وطني لحماية الاقتصاد الوطني من المنتفعين شخصيا على حساب الوطن، لذلك فإن إبلاغ المواطن عن الفساد والمفسدين واجب ديني ووطني للحد من فسادهم الذي يهدد الاقتصاد في جوانب كثيرة.
الخلاصة يجب تعاون المواطن والمقيم على حد سواء في المحفاظة على المكتسبات الوطنية العامة والخاصة. ومن الأهمية الاخلاص والأمانة في العمل من حيث إتقانه وجودته. التعاون والتآزر والتكاتف من أسباب نجاح العمل الفردي والجماعي.