وكان الجيش اليمني دفع الإثنين بتعزيزات عسكرية جديدة باتجاه مثلث كيلو 16، إلى المدخل الشرقي لمحافظة الحديدة. وتشهد مدينة الحديدة معركة على درجة كبيرة من الأهمية في تحديد مستقبل اليمن، حيث تمثل السيطرة العسكرية على المحافظة منعرجًا مهمًا في مسار الأزمة، فهي ترسم الفصل الأخير من فصول تحرير اليمن باعتبار أن المدينة هي بوابة استرجاع المحافظات الأخرى.
وتمثل الحديدة محور الارتكاز الاقتصادي لميليشيا الحوثي في الوقت الراهن؛ لما تلعبه من دور في اقتصاد سلطتها واقتصاد الحرب، بالإضافة إلى دور مينائها في تهريب الأسلحة والصواريخ، فانتزاع هذه المدينة الساحلية من قبضة الحوثيين قد يمهد لخسارتهم لها، وانفراط عقد سيطرتهم على بقية محافظات الوسط التي تمثل الخط الدفاعي الأول عن المركز.
وقال المحلل السياسي العميد محمد الحبابي لـ«اليوم»: إن هذه العمليات العسكرية واسعة النطاق تأتي لاستكمال تحرير الحديدة من عدة محاور، حيث تتمركز قوات الجيش الآن في الجهة الغربية والجنوبية والشرقية في كيلو 3 وكيلو 10، ووصلت ألوية العمالقة بدعم من قوات التحالف إلى الكيلو 16 الذي يمثل منطقة رئيسية، تعد منطقة الإمداد اللوجستي التي تربط بين مدينة الحديدة، وذمار، وريما، والمحويت، وصنعاء وسيعجل تحرير هذه النقطة بتحقيق نجاحات كبيرة.
وأضاف العميد الحبابي: استكمالًا لنجاح الضربات المدفعية في جبال مران والتي يتواجد فيها زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، حيث تقول المصادر: إن عبدالملك مصاب أو لديه إحساس بأنه سُيقتل، وهذا ما دفع به لاستدعاء عمه عبدالكريم الحوثي، وهو شخص غير محبوب لديه، ولكن زعيم الميليشيا يريد أن يمضي بها إلى الأمام في حال موته أو قتل.
وأضاف الحبابي: هذه الخطوة تشعرنا أن الحركة الحوثية استشعرت أنها في أيامها الأخيرة، وذلك مؤشر على نجاحات التحالف في الحديدة ومنطقة حرض وصعدة وشبوة وتعز، والساحل الذي باتت الشرعية مسيطرة عليه، وكذلك من أولوية العمالقة، ونحن نبارك هذه الخطوات. وقال الحبابي: الأمر الآخر، هو ما نراه من هيئة الأمم المتحدة التي لا تسير في الاتجاه الصحيح، ونجدها تتعامل مع ميليشيا الحوثي وكأنها حكومة شرعية منتخبة، ونتمنى أن تكون الأيام القادمة مبشرة لأهلنا في اليمن. ونوه الحبابي بالإضافة إلى الحملات العسكرية التي تقودها المملكة فهناك حملات إنسانية، حيث دخلت 27 شاحنة من الأدوية والمساعدات إلى أهلنا في اليمن عن طريق مركز الوديعة الحدودي، ومنه إلى عدن ومأرب وشبوة والمهرة، ونبارك هذه الخطوات، ونعلم أن المملكة قد تجاوزت 11 مليار دولار والإمارات 6 مليارات دولار لدعم حكومة اليمن، وسيستمر هذا الدعم حتى تعود الحكومة الشرعية ويُعاد إعمار اليمن، حتى يكون عنصرًا فاعلًا مع إخوانه في مجلس التعاون.