وطبقة الأوزون زرقاء اللون، ومكتشفها: شارل فابري، وهنري بويسون سنة 1913م. ولكن في عام 1985م كانت هناك نتائج لدراسة بريطانية عن القطب الجنوبي أشارت إلى مشكلة «ثقب الأوزون»، ومنذ ذلك الوقت أصبحت خطرًا يهدّد العالم، لذلك خصص له يوم عالمي يسمّى «اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون»، ويوافق 16 من شهر سبتمبر.
وقد اجتمعت الدول من أجل إقرار بروتوكولات على مستوى العالم، منها بروتوكول مونتريال (1994م)؛ للتخفيف والحد من توسّع الثقب. وسنويًا هناك اجتماعات لمراجعة وتحديث تلك المعاهدة. وشعار الأمم المتحدة لهذه السنة 2018م هو«ابقَ هادئًا وواصل».
الإنسان إذا أسرف في استخدام المنتجات والمركبات الصناعية يكون ذلك مؤثرًا على البيئة بشكل مروّع. ونحن البشر في الغالب نسرف في استخدام الأشياء، ثم نفكر كيف نعالجها؟!.. ومن مسببات الثقب المواد الكيميائية المختلفة، منها مثلًا مركبات «الكلوروفلوروكربون CFC» التي تستخدم في قطاعات تكييف الهواء والتبريد بأنواعها، والمركبات المستخدمة في الزراعة، وبعض الرغويات المستخدمة في مكافحة الحرائق، والمذيبات للطلاء، والمركبات المستخدمة لإزالة الشحوم، وكلها لها استخدام إما منزليًا أو تجاريًا أو صناعيًا. وعدد من تلك المواد أصبحت محظورة وتوجد لها بدائل أقل ضررًا.
ولعل الواحد منا يتساءل: ما هي علاقته كفرد بموضوع طبقة الأوزون؟ الجواب أن كل عمل بسيط منا كأفراد يؤثر على المجموع. ودورنا هو الحرص عند استخدام هذه الأنواع من الغازات، سواء في البيت أو العمل وألا نطلقها عبثًا أو تهاونًا في الهواء، أو أن نسرف في استعمالها. كذلك علينا أن نحرص على شراء الغاز غير الضار بطبقة الأوزون والموافق للمقاييس العالمية وللبروتوكولات الدولية المتفق عليها.
أضف إلى ذلك التقليل أو الحد من استخدام المواد والمركبات الغازية التي تحتوي على الفلور، الكلور، والكربون؛ بسبب تأثيرها الشديد على طبقة الأوزون. ويمكن أيضًا البحث عن البدائل الصديقة للبيئة. وكذلك تجنب تفريغ الأسطوانات في الهواء بغير سبب. والاهتمام بصيانة المكيفات والثلاجات وغيرها للتأكد من عدم وجود تسريبات متكررة.
كل هذه الأعمال فردية وتدل على رقيّ حضاري. وديننا الحنيف الشامل لكل مناحي الحياة حثّ على الحفاظ على الأرض وبيئتها، فقد جاء في الأثر «وفي كل شيء إسراف»، ونص الحديث النبوي الشريف على «لا ضرر ولا ضرار».
ولنتذكر أننا 7.4 مليار شخص يعيشون فوق الأرض، فلو أطلق كل واحد منا كمية قليلة، أو قال: لا شأن لي بالموضوع، لكن المجموع كبير والضرر عام، وهذا ما كان يفعله البعض سابقًا وتهاونًا لندفع ثمنه نحن والأجيال القادمة.
ولكن الخبر السار أنه خلال السنوات الماضية كان حرصنا كبشر على تخفيف استعمال الغازات الضارة وإيجاد بدائل لها قد أثمرت في تباطؤ اتساع الثقب. فهل نحن مواصلون العمل الجماعي كدول وأفراد لتتعافى طبقة الأوزون مما فعلناه بها؟!