وفي السياق، قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية د.أمير الساعدي: سبق أن فرض الكونجرس الأمريكي عقوبات على الميليشيا العراقية التابعة لإيران، مثل «حزب الله» و«عصائب أهل الحق» وبعض الشخصيات القيادية في «الحشد الشعبي»، وبالتالي نرى أن الولايات المتحدة تسعى من خلال تصعيد هذه العقوبات على بعض الأيدي، المدعومة من إيران، حتى لا تدع لها مجالاً في عملية فرض الحصار ليس الاقتصادي فحسب، بل السياسي أيضاً، عبر التصعيد بين الطرفين، لاسيما أن وشائج الود مقطوعة بين الولايات المتحدة وإيران وبعض أطراف المنطقة الاقليمية، وبهذا فهناك أكثر من محور تحاول أمريكا أن تزيد به الضغط.
وأوضح الساعدي: أذكر هنا بتصريح آخر للولايات المتحدة عندما قالت إن أي تحرك لإيران عبر أدواتها في العراق يضر بالمصالح أو الأشخاص أو المنشآت التي تتبع لها، فإنها سترد بشكل حازم وبوقت سريع، وبهذا نرى أن واشنطن لا تريد أن تدع مجالاً أمام أي طرف قد يكون محسوبا على إيران، أو يتواصل سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً مع طهران لتكون لديه سلطة داخل الساحة العراقية أو منطقة الشرق الأوسط بالعموم، حتى تزيد من الخناق على إيران في فرض الحصار عليها، لاسيما هناك مع ازدياد حجم الحصار المقبل، عندما تمنع تصدير النفط الإيراني في شهر أكتوبر، وبهذا فالساحة العراقية إحدى الأدوات التي تحاول من خلالها أمريكا وإيران تفعيلها.
واستطرد الساعدي: أذكر بالمشكلة الأكبر في العراق، التي تعد أخطر من فرض العقوبات الإيرانية، وأكثر من فرض مناوشات سياسية أو اقتصادية بين الطرفين الأمريكي والإيراني، وهي عملية التدخل بالشأن العراقي من قبل أمريكا وإيران في عملية تشكيل الحكومة القادمة، حتى إن لم يكن ذلك ظاهرا، لكن الكل يعلم أنه ما زالت هناك أدوات ربط كثيرة تفرضها أمريكا وإيران على الساحة السياسية العراقية.