ولمعرفة حساسية أي تغير في نمط الحياة الفطرية وأهميتها على سبيل المثال هو أن ولاية كاليفورنيا أعلنت أن الطيور المهاجرة إليها أو التي تعيش فيها توفر بلايين الدولارات على الولاية؛ لأن هذه الطيور تقضي على كثير من الحشرات والذي بدوره يقلل من كمية استخدام المبيدات الحشرية. وتلعب هذه الطيور دورا مهما في تكامل دورة الحياة في الصحاري وفي المناطق الزراعية. ففي صحارينا هناك حيوانات كبيرة قارضة مثل الضباع والذئاب والثعالب. وهناك الغزلان والسحالي والزواحف والحشرات. ولكل منها دور مهم لمساعدة بعضها في الغذاء. فلو أخذت أيا منها فسترى أن هناك نوعا آخر ينقرض. ولا ننسى بالطبع أي نوع من النبات وأهميته في الصحراء. والأكثر من ذلك هو اننا نرى الكثير يتفاخر بالصيد الجائر والاحتطاب الزائد عن الحاجة وقتل حيوانات مفترسة وأخرى أليفة بطريقة وحشية، في الوقت الذي يعتبر ذلك تعديا وسرقة رزق وطعام من المفروض أن يكون جزءا من دورة الحياة الفطرية. وبدأنا -ومع تطور آلية الصيد وآلية التتبع- رؤية مناظر لم تكن مألوفة لدينا. ولكنها تعتبر أسلحة فتاكة بالنسبة لكل أنواع الحياة الفطرية. ولهذا فمن الضروري أن تكون الشرطة البيئية ذات قوانين واضحة ومن دون أي تسامح مع كل مخطئ... فجميل أن تتمتع برؤية الحياة الفطرية، ولكن ليس لك الحق في المساس بها.
ففي الماضي القريب كان أجدادنا ومن قبلهم ورغم شظف العيش وقلة الموارد لا يحتطبون ولا يقطعون من الشجر الا بقدر حاجتهم. ولا يصطادون إلا ما يسد رمقهم. ونحن الآن في نعمة والحمد لله وكل شيء متوفر، ولهذا فمن الضروري أن نترك الحياة البيئية والفطرية وشأنها، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق أي شيء مهما صغر إلا لسبب يعلمه الله جل جلاله وعظم خلقه.