عام مضى بخيره وشره، كفيل بأن نستمد من أحداثه ما يعين على مواجهة العام الجديد من خلال العبرة والعظة، وهما من مفاتيح الولوج إلى عام لا ندري ما يمكن أن يحمله من وجوه الحياة الرخية الهانئة، أو العابسة المكفهرة، يواجهها بعضنا بأسلحة أصيلة من العمل النافع، النابع من قيم الإيمان والخير والمحبة، وبعضنا بأسلحة مستورد فاسدة مما يجلبه لنا التغريب والغزو الثقافي الذي ينشط أعداؤنا في تهريبه إلينا، وترويجه بيننا عبر وسائل جهنمية مغلفة بأساليب الإغراء، التي يقبل عليها بعضنا دون وعي أو إدراك لنتائجها السلبية، التي تسعى لتحطيم صروح الثقة بالنفس، والارتماء في أحضان كل ما هو جديد من وسائل الحرب المدنسة ضد الاستقرار والبناء التنموي والطموح في الحياة الحرة الكريمة، في وطن ينبذ الفتن، ويحارب الإرهاب، ويسعى للقضاء على الطائفية والفرقة بين مكونات مجتمعه، ذات الجذور الموغلة في أرض وتاريخ هذا الكيان الكبير، الذي تأسس على مبادئ الإسلام السامية، ونشأ في احضان قيم الشريعة الغراء، التي ورثها الآباء عن الأجداد، وسيرثها الأبناء عن الآباء بإذن الله.
ومواجهة مخططات الأعداء تقتضي وعيا كاملا من الجميع، بما يحاك ضد هذا الوطن ومواطنيه في الخفاء والعلن، من مؤامرات تستهدف أمنه واستقراره، من جهات تحاول استنزاف ثروات الوطن البشرية والمادية من خلال افتعال المشاكل والحروب، وهي جهات ساءها هذا النهج الحثيث في طريق التنمية، وهذا الحضور المتألق في عالمي السياسة والاقتصاد، وهذه الموقف الصلبة ضد كل ما يسيء للإسلام والمسلمين، في وطن يأبى إلا أن يعانق النجوم.
قدر هذا الوطن هو حماية الإسلام ومقدساته من غدر الأعداء ومؤامراتهم المستهجنة، ضد وطن يعرف أبناؤه تمام المعرفة مسؤولياتهم الوطنية في الدفاع عن مقدراته، والوقوف في وجه كل معتد أثيم، يحاول الإساءة لأي منجز تنموي يتحقق على هذه الأرض الطيبة.
في العام الجديد، وفي كل عام تتجدد آمال لا تحد، في المزيد من الازدهار والتقدم في هذا الكيان الكبير، وكل عام وأنت بخير يا وطني العزيز.