افتتح الشاعر محمد خضر مشاركته بالتساؤل.. هل هناك جيل شعري جديد يحمل رؤية مختلفة ومعاصرة، وتقدم إضافة حقيقية على كل ما كتب من قبل؟.
وقال: لا شك أن هناك انفتاحًا معرفيًا وواسعًا على العالم من خلال وسائل الاتصال وفضاء الانترنت، وهو بلا شك مؤثر بشكل أو بآخر على هذا الجيل، لكن التأثير قد لا يكون جيدًا في كل الحالات.
وأكد خضر أن هناك محاولات شعرية مميزة استطاعت أن تعلن عن الخطوة الأولى بوعي ونضج يتواكب مع المعطى الجديد لتقدم تجربة جديدة، مشيرًا إلى أن هناك شبابًا استطاعوا استيعاب لحظتهم الراهنة بعيدًا عن مفهوم الدرس الشعري الجاهز، والجغرافيا الضيقة، وبعيدًا عن الذاكرة الشعرية المترسخة في الذهنية التقليدية.
أبرز المعوقات
من جهته، أوضح الشاعر والباحث عبدالله الخضير، أن جيل الشعراء الشباب يعيش حالتين متباينتين من «الطموح والإبداع» و«المعاناة والاحباط».
وقال الخضير: لقد سعدت بسماع ومشاهدة مجموعة من التجارب الشعرية الشبابية التي تستحق الإشادة؛ لما تحتويه من مخزون ثقافي ومعرفي، حيث تميز بعضهم بامتلاك مفردة شعرية أصيلة تمتد جذورها الى كافة العصور الأدبية التاريخية، تجعل المتلقي ينصت ويطرب مع ما تجود به قريحة هؤلاء الشعراء الذين ظلت تجاربهم رهينة الأدراج بسبب بعض المعوقات.
ولخص الخضير ما يتعرض له الشعراء الشباب على مستوى الأفراد بالتالي: عدم وجود شعراء كبار وقامات شعرية تقوم برعايتهم، وصعوبة طباعة مجموعاتهم الشعرية التي تمثل بدايات الشاعر وتجربته الأولى، وعدم إعطاء فرصة لهم في المهرجانات ليتواجدوا في المشهد الثقافي، وفقدان الهوية الشعرية لدى جيل الشباب من الشعراء أي أنهم لا يقفون على قاعدة صلبة من الشعر الجيد ما يسبب خلط الغث بالسمين فتضيع بوصلتهم ليغرقوا مع كل موجة عاتية تواجههم.
قوة الالقاء
من جانبه، قال الشاعر خالد قماش: من خلال متابعتي لتجربة مجموعة كبيرة من الشعراء الشباب وجدت أن ما ينشرونه ويشاركون به في الفعاليات الثقافية المتنوعة تجربة جميلة جدًا، حيث ينبئ المشهد الشبابي الشعري بشكل عام بكثير من الجمال والفن بوجود هذه التجارب.
وأضاف قماش: قد استمتع بقراءة قصائد بعض الشعراء أكثر من الاستماع لهم وهم يلقونها، وذلك بسبب ضعف الالقاء الذي لا يوصل جمال النص بالشكل الصحيح، والعكس هناك من يملك إلقاء قويًا ورائعًا ولكن نصوصه ضعيفة.
وعن نقاط ضعف الشعراء قال قماش: بعض الشعراء يدخل في أجواء قصيدة النثر دون معرفة فلسفة الإيقاع والحس الشاعري الذي من خلاله سيتمكن من أن يطرب المتلقي، خاصة وأن رواد قصيدة النثر كانوا يهتمون بشكل كبير بجمالية وفنية ومعايير القصيدة.