ومنذ وقت قريب كانت مثل هذ المقارنات مرفوضة، باعتبارها تبجحا من جيش يعد من الدرجة الثانية، لكن الوضع الآن لم يعد كما كان.
فقد أدى برنامج يركز على تحديث القوات البحرية والصواريخ إلى تحويل ميزان القوى في المحيط الهادي بشكل لم تبدأ الولايات المتحدة وحلفاؤها في هضمها.
وبينما تتأخر الصين في إظهار قوة نيرانها على المسرح العالمي، فإنها تستطيع الآن تحدي التفوق العسكري الأمريكي في الأماكن الأكثر أهمية لها، وخاصة المياه حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وهذا يعني أن قسما متناميا من المحيط الهادي، قد عاد مرة أخرى إلى أرض متنازع عليها، بعد أن عملت الولايات المتحدة على فرض قوتها دون تحد في هذه المناطق منذ المعارك البحرية في الحرب العالمية الثانية، والآن تتصادم السفن الحربية والطائرات الصينية بشكل منتظم بسفن وطائرات الولايات المتحدة وحلفائها.
ووفقا للمحللين الذين يدققون في التطورات العسكرية الصينية، يعتبرون أن بكين لكي تنتصر في هذه المياه، فإنها لا تحتاج إلى جيش قادر على هزيمة الولايات المتحدة بشكل صريح، لكنها تحتاج لجيش يجعل التدخل في المنطقة مكلفا للغاية بالنسبة لواشنطن، وعليها أن تفكر جيدا قبل أن تتدخل، ويقول العديد من المحللين: إن الصين حققت هذا الهدف بالفعل.
ولتحقيق ذلك طورت بكين قدرات «مكافحة الوصول» باستخدام الرادار والأقمار الصناعية والقذائف لتحييد القدرات التي تتمتع بها الطائرات الحربية القوية للولايات المتحدة، كما وسعت الصين قواتها البحرية بسرعة كبيرة وتسعى لنشر سلاح «الماء الأزرق» الذي يسمح لها بالدفاع عن مصالحها المتزايدة خارج مياهها الإقليمية.
بكين باستطاعتها الآن السيطرة على بحرالصين الجنوبي، بجميع سيناريوهات الحروب القصيرة مع الولايات المتحدة، وهذا ما أقر به القائد الجديد لقيادة المحيط الهادي الاميرال ديفيد س. ديفيدسون في تعليقات خطية قدمها خلال فترة عضويته بمجلس الشيوخ.