وهي إلى جانب أخيها الرجل تقدّم مثالًا لكرم أهل هذه البلاد في ترحيبهم بضيوف الرحمن، وتشرّفهم بخدمتهم، إسهامًا في جهود الدولة، وهي جهود لا يمكن حصرها بدقة وشمولية، لتعددها وضخامة المشاريع الهادفة لتسهيل أداء فريضة الحج، رغم كثافة أعداد الحجاج، ومحدودية الزمن المقرر لأداء هذه الفريضة، فخدمة ما يقارب ثلاثة ملايين حاج ليس بالأمر الهيّن أو السهل، لكن الإرادة القوية سهّلت الصعب، ومهّدت للنجاح الذي تحقق في هذا الموسم، اعتمادًا على الله أولًا، وعلى توجيهات كريمة من القيادة الحكيمة لبذل أقصى الجهود لتحقيق هذا النجاح.
والحضور اللافت للمرأة في خدمة الحجاج كان دون شك بتشجيع من ولاة أمرها الذين يدركون الواجب الوطني المفروض على كل مواطن؛ ليكون هذا الوطن في المستوى اللائق الذي تتطلع إليه القيادة والحكومة والشعب، وما خدمة الحجاج إلا وجه من وجوه هذا المستوى الذي وصلت إليه البلاد من تقدّم، كان من ملامحه في هذا الموسم الاستعانة بوسائل التقنية الذكية، التي ساعدت في الاستعداد للتغلب على المواقف الطارئة، والتى مرّ الموسم دون وجود ما يُذكر منها، وهذا هو النجاح المنشود الذي أسهمت المرأة فيه بجزء كبير ونشاط ملحوظ.
ومشاركة المرأة في جميع فعاليات مراحل الحج، لم تقتصر على أداء مهامها الوظيفية في المستشفيات والمراكز الصحية والخدمات المرتبطة بأماكنها، بل تعدّت هذه المشاركة ذلك كله لتصل إلى العمل الميداني، وفي ظروف جوية متقلبة، لم تمنعها من تقديم كل ما يمكن تقديمه للحجاج، من توجيهات أو إرشادات أو مساعدات؛ ليتمكن الحجاج من أداء الفريضة دون عقبات أو إشكالات قد تنجم نتيجة هذه الأعداد الهائلة من الحجاج على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم، واختلاف مستوياتهم العمرية، مما يتطلب جهدًا مضنيًا للتعامل معهم، وهو الأمر الذي لم تقصّر فيه المرأة مشاركة في خدمة الحجاج.
تحية لسيداتنا وآنساتنا اللاتي أسهمن في خدمة حجاج هذا العام، متطوعات وموظفات، في المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفي منافذ المملكة جوًا وبرًا وبحرًا. والله لا يضيع أجر مَن أحسن عملًا.