هذا الوطن وطننا جميعًا، ما يضره يضرنا، وما ينفعه ينفعنا، فلنكن عونًا لكل جهة معنية بمكافحة الفساد، ودرعًا منيعة في وجه الفاسدين. ولكم تحياتي.
يكاد الشطر الثاني من المثل الشعبي الشهير «إذا سرقت فاسرق جملا»، ينطبق على من تلاعبوا وزوروا صكوكًا لأراضٍ في وادي نمار بالعاصمة الرياض تقدر مساحاتها بعشرين مليون متر مربع. فوفق ما كشفه لنا البيان الذي أصدرته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» بالتعاون مع الجهات المعنية، فإنه قد تمت إزالة تلك التعديات والتي تقدر قيمتها بأكثر من مليار ريال كان المعتدون قد علقوا لوحة كتبوا عليها «أملاك خاصة» من باب التمويه. قبل ذلك نجحت الجهات القضائية في نقض صك استحكام على قطعة أرض أخرى في ظهرة نمار مساحتها مليون وثلاثمائة ألف متر مربع، كما تم اكتشاف تزوير صك على أرض بيضاء مساحتها (19) مليون متر مربع تقع جنوب محافظة المزاحمية بمنطقة الرياض باسم إحدى الشركات الخاصة كانت مخصصة لإقامة كليات جامعية عليها. وقبل هذا وذاك كانت وزارة العدل قد ألغت صكوكًا لم يكن لها مراجع أو مستندات قانونية سبق وأن صدرت لأراضٍ في مختلف مناطق المملكة، وتفوق مساحاتها عشرات الملايين من الأمتار المربعة.
السارقون هم من أبناء البلد وللأسف الشديد، والمساحات التي أشرت إليها آنفًا أرقام «صادمة» حتى وهي لا تشكل إلا جزءًا يسيرًا مما يتم اكتشافه من تعديات على أملاك الدولة. فوفق مبدأ الشفافية الذي نصت عليه رؤية المملكة 2030، فإن عجلة مكافحة الفساد قد دارت ولن تتوقف إلا بعد تطهير الوطن من كل فاسد فاسق سارق. وإذا كنا نشيد بالدور الذي قامت وتقوم به كل من نزاهة ووزارة العدل لاستعادة ما تم أخذه من أملاك الدولة بغير وجه حق، فإننا نقف احترامًا للمواطنين الذين ساهموا في تزويد الهيئة والوزارة بمعلومات تخص مثل تلك التجاوزات، والتي كانت بمثابة «رأس الخيط» لتلك النجاحات المبهرة.
هذا الوطن وطننا جميعًا، ما يضره يضرنا، وما ينفعه ينفعنا، فلنكن عونًا لكل جهة معنية بمكافحة الفساد، ودرعًا منيعة في وجه الفاسدين. ولكم تحياتي.
هذا الوطن وطننا جميعًا، ما يضره يضرنا، وما ينفعه ينفعنا، فلنكن عونًا لكل جهة معنية بمكافحة الفساد، ودرعًا منيعة في وجه الفاسدين. ولكم تحياتي.