الآن، في الغالب الأعم، صِرنا نرسل بطاقات تهنئة سمحة، لا ندري حتى إن كانت تصل أو لا تصل للمقصودين بها.
ولستُ أطيق شخصيًا تلك البطاقات أو الرسائل التي توضع على (البرودكاست)؛ لتصل إلى معلومين ومجهولين للمرسل الذي يرفع العتب بمجرد أن يضغط على زر جواله معلنًا التهنئة الباردة بالعيد لكل مَن هو على الطريق.
كنّا في زمان مضى نذهب زرافات ووحدانًا لكل كبار السن في الحي، نمرّ على بيوتهم واحدًا واحدًا ونتناول معهم (السواليف) وفناجيل القهوة المطيّبة بالرضا والامتنان لقدومنا وسلامنا وسؤالنا عن أحوالهم.
هذه العادة تكاد الآن تغيب تحت طائلة المدن المترامية، وتراخي المشاعر والعواطف تحت طائلة ومطرقة تكنولوجيا الاتصالات.
وبما أنني مقصّر مثلكم، فإنني في كل عيد أحاول أن أكون أكثر حضورًا وتواصلًا؛ إن لم يسعني ذلك وجهًا لوجه فعلى الأقل من خلال الاتصال الهاتفي المباشر الذي يبقى أفضل وأدفأ من البطاقات والرسائل المستعارة والمكررة.
سأحاول في هذا العيد مرة أخرى أن ألتزم ببعض التقاليد الحميدة، وأن أشجّع غيري على ذلك، متمنيًا لكم ولجميع أحبائكم عيدًا مباركًا وسعيدًا مِلؤه الحب والإيثار والسرور.