قطر وهي كما أشرنا لاعب إقليمي ثانوي، أو محلي على علاقة غدت أكثر وضوحاً بالطرفين المرتبكين في الإقليم تركيا وإيران، ومن المفارقات أنها على علاقة لا توصف بأنها سيئة أبداً مع الطرف الذي يشكل محور خصومة لهما أي الولايات المتحدة الأمريكية. العلاقة معقدة ومشتبكة، بين الأطراف الأربعة، لاعب دولي رئيس، في مواجهة لاعبين إقليميين، وعلى علاقة بلاعب طرفي أو ثانوي. الاقتصاد قد يكون الدواء الذي يعالج به الجانب الأمريكي الطرفين الإقليميين المزعجين إقليمياً ودولياً، والاقتصاد هو الدافع الذي يجعل اللاعبين يولون العلاقة مع الدوحة مساحة مهمة. تركيا وحسب الصحافة التركية المقربة من السيد أردوغان تحدثت بصلف عن موقف الدوحة الصامت، وتمت الإشارة من أكثر من صوت إعلامي إلى تضحية تركيا من أجل قطر!! في إشارة إلى موقف أردوغان من الأزمة القطرية مع الدول العربية، والتي دعا إلى حلها بأسرع وقت ممكن كما قال عندما انطلقت الأزمة، ولكن الأحداث تجاوزته، وتجاوزت التحرك القطري نحو الحل.
وبعد أن زار أمير دولة قطر تركيا والتقى بأردوغان وقدمت الدوحة مساعدة مالية بشكل استثمارات لإنقاذ الاقتصاد التركي المنهار، وصف بعض المراقبين هذه الخطوة رغم أهميتها المعنوية لإسطنبول بأنها طماطة صغيرة وسط برميل يتسع بل ويطلب ملايين الحبات من الطماطم. أزمة تركيا جعلت هناك حراكا في علاقات الدول حتى إن بعض ذلك الحراك جاء في شكل غير مألوف في العلاقات الدولية، وربما رصده هنا من باب المغايرة أو الندرة من ذلك ما دونه رئيس وزراء دولة إسلامية نووية على موقع تويتر مخاطبا السيد أردوغان والشعب التركي بقوله: «نتعاطف مع الشعب التركي في مواجهة المصاعب الاقتصادية التي تستهدف عملتها الوطنية، وأنا وشعبي نصلي من أجل تركيا». العالم والعرب والمسلمون يصلون من أجل الشعب التركي الطيب، ويتمنون لو أن قيادته وضعت الأمور في نصابها وابتعدت عن المواقف التي لن تجلب لها، ولا لتركيا إلا مزيدا من العناء.