من يتابع سناب شات يجد الكثير من الاجتهادات التي يطلقها بعض مهتمي الحديث عن تاريخ العاصمة ويستندون في ذلك إلى بعض الأشخاص قليلي الخبرة بتاريخ الرياض أو ربما ليسوا من أهلها الأصليين وكما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها) ويدلون بمعلومات تنافي الواقع وربما أخذها البعض على أنها حقائق ولكن في حال وجود نموذج مصغر لحي سكني يشتمل على جميع المعلومات الموثقة بالتأكيد سيقطع جميع الاجتهادات التي تخالف الواقع بالإضافة إلى أنه سيصبح معلما سياحيا يجتذب زائري هذه المدينة الكبيرة.
هذه الأفكار ليست جديدة في السعودية فقد سبق أن زرت مدينة «أشيقر» (170 كيلو متر شمال الرياض) بغرض زيارة المدينة التراثية التي تم ترميمها وهي حي كامل على طراز البناء القديم تم تجهيزها وتحولت لمزار سياحي يفد إليها الزوار من جميع أنحاء المملكة، وأيضا يوجد موقع مشابه في مدينة «سدوس» (60 كيلو مترا شمال غرب الرياض) وموقع آخر في إحدى مدن سدير وجميعها تم ترميم أحد الأحياء القديمة وبعض الدكاكين بطابعها المعماري التراثي لتشكل مزارا مهما للمنطقة يقطع التكهنات والاجتهادات غير الصحيحة عن تاريخ هذه المواقع.
أعتقد من المهم وجود مثل تلك الأفكار في العاصمة قبل أن تصل يد التحديث والتطوير إلى جميع الحارات والأزقة القديمة التي أوشكت على الاندثار تحت وطأة النمط العمراني الحديث بما تشتمل عليه من مسميات ودكاكين وحرف لتظل في ذاكرة الجيل الجديد الذي لا يعلم عن تلك الفترة شيئا؛ بسبب النقلة الهائلة التي تعم كافة أرجاء المملكة، ولا يمكن أن تنطبع المعلومة وتتوثق في الأذهان إلا بمحاكاة الواقع.