وبحسب موقع (we are social) هناك 90% يدخلون على تويتر عن طريق جوالاتهم. والسعودية تحتل المركز الرابع عالميا في استخدام تويتر، وهي الأعلى في العالم بنسبة 32% نموا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليناير من عام 2018م.
صحيح أن الجوال له إيجابيات، ولكن في المقابل له سلبياته ومنها التعلق إلى حد الإدمان. ودليل هذا التعلق والافتتان به وبحسب (psychguides.com)، فإن67% من الناس يتفقدون جوالاتهم حتى إذا لم يهتز أو يرن!
والمشكلة تصبح أكثر تفاقما حين ينتقل الإنسان الاجتماعي بفطرته (وخصوصا الأطفال والمراهقين) إلى الاعتزال والانطوائية (الإنسان مدني بطبعه، كما قال أرسطو وابن خلدون)، فذلك حتما يؤثر على العلاقات الإنسانية والأسرية. والبعض يقضي معه أوقاتا أطول من قضائه مع الزوج أو الزوجة أو الأبوين أو الأصدقاء، بل حتى في الاجتماعات الخاصة والعامة صار الكثير منا ينظر ويتفقد جواله بين الفينة والأخرى وهو في وسط الناس ووسط الأحاديث.
وعند المقارنة بين التعلق بالأشياء طوال الوقت (كما هو حالنا مع الجوال) مع من كان قبلنا، فذلك يجيب على كثير من التساؤلات التي كنا نطرحها، وهي مثلا كيف وجد ابن الجوزي -رحمه الله- الوقت لقراءة 20000 مجلد؟. و كيف استطاع البعض كتابة مجلدات مطولة (كالطبري) في وقت لم تتوفر لديهم وسائل الكتابة السريعة (لديهم محبرة وريشة والكتابة بطيئة جدا). وكنا نستغرب أيضا من الذي يختم القرآن كل ثلاثة أيام أو في يوم واحد، أو يحفظ الآلاف من الأحاديث والأسانيد، الآن عرفنا أن التعلق والانضباط هو السبب، ولكن شتان بين هذا التعلق وذاك.
وقد جال في خاطري ليلا عندما نظرت إلى الجوال كيف كان البخاري -رحمه الله- يستيقظ من الليل ليشعل السراج من أجل كتابة فكرة أو فائدة لكتابه الصحيح، ويكرر ذلك عشرين مرة في الليلة الواحدة، فوجدت أن الفرق كبير بين من كان أرِقا مع جواله لإضاعة الوقت، وبين من ينسج أفكارا يخلدها التاريخ. لقد كانوا يملكون مثلنا 24 ساعة في اليوم، ولكن الفرق هو في الهمة والهم. إن المواظبة والتعلق بهدف سامٍ يترك أثرا وأجرا، وينقش اسما عبر التاريخ ذلك هو الطريق المبين.