موقف ثابت
وأوضح المسؤولون العراقيون، خلال حديثهم لـ«اليوم» أن هذه المواقف المشرفة ستبقى خالدة لدى الشعب العراقي، حيث ظل ذلك دأبا ثابتا للمملكة، السباقة في حل الأزمات التي يمر بها العراق بصورة خاصة والمنطقة العربية عامة.
ونوه المسؤولون العراقيون بوجود وفد رفيع المستوى في السعودية ممثلا في وزراء الكهرباء والتجارة والتخطيط، يعقدون اجتماعات ثنائية مع المسؤولين بالمملكة، لبلورة هذا التعاون والاتفاق على تشغيل خط ناقل للكهرباء من السعودية الى العراق، سيسهم في عودة التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين اللذين يحتاجان إلى بعضهما البعض، وخاصة في الظروف التي يعيشها العراق اليوم.
مهزلة إيران
وقال وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري لـ«اليوم»: إن مثل هذا الدعم المتمثل في وقوف السعودية مع العراق يساعد في التغلب على الأزمة التي يمر بها، خاصة في مثل هذه الأوقات، مشيرا إلى أن وقوف المملكة مع شقيقتها العراق، غير مستغرب، خاصة مع وجود وفد عراقي يعمل جاهداً على مناقشة المسؤولين السعوديين لتقديم كل ما يمكن تقديمه للشعب العراقي.
من جانبها، أوضحت مديرة مكتب نائب رئيس الجمهورية العراقي د.انتصار علاوي أن ما فعلته إيران تجاه العراق وشعبه بقطع الكهرباء يعد مهزلة، وقالت: نحن نبارك هذه الخطوة، والاتفاق مع السعودية بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية، وهذه المواقف المشرفة ستبقى خالدة لدى شعبنا، والسعودية دائماً سباقة بحل الازمات التي يمر بها العراق، والمنطقة العربية بشكل عام.
رفض عراقي
وشددت د.انتصار علاوي على أن بلادها لا ترغب في التعاون الإيراني، لانهم استغلوا العراق 15 عاماً، والنفوذ الإيراني مسيطر.
وأضافت د.انتصار: الكل يعلم سيطرة النفوذ الإيراني على الشعب العراقي، وعلى المنطقة، وهذه السيطرة كما يرى العالم ابتدأت لدينا بالكهرباء، وبإذن الله تعالى سنلغي جميع الاتفاقيات التي أبرمت معها من خلال الحكام السابقين الذين حكموا العراق لسنوات طويلة.
وبينت أن موقف السعودية في هذا الدعم للعراق سيخلده التاريخ، حيث مدت يد العون للعراق، والجميع سعيد بموافقة المملكة على ذلك، وبعودة العراق إلى الحاضنة العربية.
وتمنت مديرة مكتب نائب رئيس الجمهورية العراقي نجاح اتفاقية الدعم وأن ينسحب ذلك على الأمور الاقتصادية والسياسية والدينية، لصدق المملكة في كافة تعاملاتها، منوهة إلى أن حج هذا العام ارتفعت معدلاته بعدد اكثر من 38 الف حاج عراقي، ويعد هذا المعدل الأعلى خلال السنوات الماضية.
موقف نبيل
من جهته، قال السفير العراقي لدى السعودية د.رشدي العاني: إن ما فعلته المملكة الشقيقة ليس غريباً عليها عبر موقفها النبيل في الاستجابة الفورية ونخوتها اللا محدودة لسد نقص الكهرباء في جنوب عراقنا الحبيب، إذ هي نخوة القيادة الحكيمة بالمملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اطال الله عمره بالصحة والعافية، وصاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سلمه له ورعاه.
وأضاف السفير العراقي: أبدت القيادة الحكيمة في المملكة منذ الْيَوْم الأول لعودة العلاقات استعدادها الكامل لدعم العراق، ووضعت أمام دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي والوفد الحكومي المرافق له إبان زيارته الأولى للسعودية، استعداد المملكة لمساعدة العراق، واستعادة كامل عافيته بما تمتلكه السعودية من تطور وتقدم في مجالات الصناعة والزراعة والتكنولوجيا، وما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد: ((نريد أن يعود العراق كما كان بالكرسي الأول، ونريد توأمة كل المشاريع الناجحة والمتطورة بالمملكة في العراق، فكما عندنا أرامكو وسابك وسالك نريدها نفسها بالعراق)).
استجابة ومبادرات
وأبان السفير العراقي أن «استجابة ومبادرات المملكة في فتح المنافذ الحدودية والخطوط الجوية والموانئ، وفتح فروع للمصارف بين البلدين، بالإضافة لخطوات لا تحصى، لهي خير دليل على حسن النوايا الخالصة لدى المملكة. مضيفا: إنني على يقين تام بأن أهلنا بالعراق الحبيب ليس لهم إلا الحضن العربي، وأكبر دور في هذا الأمر، هو من الأشقاء في السعودية».
الحضن العربي
من جانب آخر، أوضحت نورة البجاري عضو مجلس النواب، أن العراق بدأ اليوم بالعودة إلى المحور العربي وإلى الحضن العربي، بعد أن ابتعد لسنوات عديدة، ونحن في السعودية والعراق لدينا مشتركات سياسية واقتصادية ودينية، وهذا يشجع وينعش الاقتصاد العراقي، كما أن هناك تعاونا مشتركا بين السعودية والعراق قبل يومين فقط، يتمثل في إيجاد حل لأزمة الكهرباء في العراق بعد أن انقطعت من إيران.
وأوضحت عضو مجلس النواب العراقي أن هناك وفدا رفيع المستوى الآن في السعودية ممثلا من وزير التجارة ووزير التخطيط ووزير الكهرباء يعقدون اجتماعات ثنائية مع المسؤولين السعوديين لبلورة هذا التعاون والاتفاق، على أن يعمل خط ناقل للكهرباء من السعودية إلى العراق، وهذا يسهم في عودة التعاون السياسي والاقتصادي. والدولتان في حاجة إلى بعضهما البعض، وخاصة في الظروف التي يعيشها العراق اليوم.