وليس بخاف أن إقدام النظام الايراني على قطع التيار الكهربائي عن مدن الجنوب أدى في الآونة الأخيرة الى قيام تظاهرات ضخمة في محافظاتها صب المتظاهرون من خلالها جام سخطهم وغضبهم على مكاتب الميليشيات العراقية التابعة لطهران كمنظمة بدر وعصائب الحق وميليشيات أبي المهدي المهندس، وتلك مكاتب لا شأن لها الا العمل على تذويب وحدة الشعب العراقي والعمل على زرع الفتن بين صفوف العراقيين وإذكاء نيران الطائفية في بلد يتوق الى الحرية والاستقرار والأمن.
تلك التظاهرات الصاخبة التي تواصلت يوم أمس الأول في محافظات الجنوب سببها الرئيسي التدخل الايراني في الشأن العراقي، رغم أن الحكومة العراقية قامت بتهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار عبر حلول فورية لأبرز المشكلات التي يعاني أهالي الجنوب منها ومن ضمنها مشكلة إمدادهم بالكهرباء، ويبدو واضحا للعيان أن حكام طهران من خلال ممارستهم لقطع التيار الكهربائي عن مدن الجنوب العراقي يمارسون لونا من ألوان الابتزاز التي عرفت عنهم لبث عوامل الفتن داخل صفوف العراقيين والعبث بما تقرره الحكومة العراقية من حلول لأزماتهم.
ويتضح بجلاء أن النظام الإيراني يحاول ممارسة سياسة الابتزاز من خلال تدخله فيما تمارسه الحكومة العراقية من اجراءات لانقاذ العراق من سائر أزماته، وأياديه الأخطبوطية تحاول اغراق العراق في بحور من التحالفات الطائفية والقومية والعرقية لابقاء جذوة الفتن والاضطرابات والقلاقل مشتعلة والعمل على إذكاء نيران الحرب وإبقائها متقدة، والوفد الذي قررت الحكومة العراقية ارساله للمملكة للبحث في التوقيع على اتفاقية للطاقة معها يدل دلالة واضحة على أن العراق يبحث عن عودته الى الصف العربي من جديد ويبحث عن السبل الكفيلة بانعتاقه من السيطرة الإيرانية البغيضة عليه.