يعتمد نجاح المنظمة على تعاون جميع الدول الأعضاء واحترام وتنفيذ الاتفاقيات من غير تمييز لدولة على حساب الدول الأخرى حتى أنها جعلت الميزة التي تمنحها دولة معينة لدولة أخرى حقا لجميع الدول الأعضاء. وهذا ما حصل عندما كانت الولايات المتحدة تمنح الصين ميزة الدولة الأكثر أفضلية Most Favored Nation (MFN)، لكن الصين اليوم تتعرض لضغوط امريكية بخصوص التجارة، وربما تدخل الدولتان في حرب اقتصادية لا تتسجم مع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تضغط بقوة غير مسبوقة على الشريك الاقتصادي الصيني الذي ساهم في دعم الدولار على مدى ثلاثة عقود، ما قد يؤدي إلى نهاية وموت لما أنجز من اتفاقيات منذ تأسيس المنظمة على مدى 70 عاما من المفاوضات التي ساهمت في التعاون بين الدول الاعضاء بما يحقق الاستقرار والنمو الاقتصادي العالمي، خاصة بعد جولة الارجواي التي تعد أم الجولات منذ تأسيس الاتفاقية العامة للتجارة والتعرفة الجمركية في عام 1947م GATT التي استبدلت بالتنظيم الجديد المعروف بمنظمة التجارة العالمية WTO في الاول من يناير 1995م.
إن عودة النظام التجاري العالمي إلى الحماية والحصص والتمييز بين الدول الأعضاء في المنظمة سيؤدي إلى خلافات تجارية بينهم، خاصة بين الولايات المتحدة والصين من جهة وبينها وبين الاتحاد الاوروبي من جهة أخرى، ناهيك عن التوترات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة واليابان على مدى عقود طويلة.
إن تدخل بعض الدول الأعضاء في المنظمة من غير مفاوضات عادلة سيجعل الاتفاقيات في مهب الريح، فهل ستموت منظمة التجارة العالمية على أيدي الدول العظمى؟ سؤال يحتاج إلى احتماع وزاري في جنيف لإعادة الثقة في المنظمة وما نتج عنها من اتفاقيات تنظم التجارة العالمية.