DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نعم لغرامات «المهايطية»

نعم لغرامات «المهايطية»
لفت نظري الأسبوع الماضي خبر عن اتجاه مجلس الشورى إلى فرض غرامات مالية على ممارسي الهدر الغذائي، في محاولة للحد مما بات يعرف بـ«هياط الموائد». وأنا مع هذا الاتجاه جملة وتفصيلاً. وأفترض أن كل مواطن سيكون مع مثل هذه الغرامات بعد أن وصل الحال ببعض الميسورين إلى دفق دهن العود بدل الماء لغسل أيدي ضيوفه بعد الفراغ من الطعام. وكلنا عرفنا ورأينا تلك الموائد الهائلة التي يكب أكثر من ثلثيها كنفايات. هذا بطر لا يقره دين ولا عرف ولا خلق قويم. هناك ملايين، في كل مكان في هذا العالم ومنهم من هو بيننا، يتمنون لقمة حافة أو كسرة خبز يابسة ليسد رمقه، فكيف يأتي إنسان ليصف تلك الصحون الباهظة مستعرضاً عضلات أمواله وأرصدته؟!
بصريح العبارة هذا سفه ما بعده سفه، ولن يحد منه النصح أو الإرشاد أو المقالات المستنكرة هنا أو هناك. ما سيحد منه هو أن يعرف «مهايط الموائد» أنه سيدفع عشرة أضعاف ما صرف على مائدته الفاجرة كغرامة في حال ثبت أنه تمادى في إسرافه أو ألقى بأطنان من الطعام الزائد في سلال المهملات. لقد أخطأت كثيراً وتعلمت كثيراً على هذا الصعيد، فمن قبل كنت أترك ما تبقى من مائدتي في المطعم أياً كانت كمية الطعام الزائد؛ والآن لا يمكن أن أغادر الطاولة حتى أرتب كل ما تبقى بشكل لائق وآخذه لأعطيه لأول عامل غلبان أصادفه، وبذلك أحفظ النعمة وأكسب بطناً جائعاً وابتسامة صافية.
الآن أصبح بعض أصدقائي يقلدونني؛ ما يعني أنني أشعت عادة حميدة سيشيعونها هم بدورهم وسيقلدهم، أيضاً، معارفهم وأصدقاؤهم. ما نحن بصدده إذن هو أولئك الذين لا يتعلمون من أخطائهم ولا يرعوون عن غلوائهم وإسرافهم في موائدهم. وهؤلاء ليس لهم حل، كما أسلفت، إلا أن تطبق بحقهم الغرامات ليفكروا ألف مرة قبل أن يجرؤوا على إلقاء هذه الجبال من الأطعمة؛ لأن بطونهم لم تسعها ولأن إحساسهم بالنعمة وبالآخرين المحتاجين مفقود!!