المظهر الذي تناقلته وسائل الإعلام، منذ الليلة قبل الماضية ـ موعد بدء تنفيذ القرار ـ أوضح لنا ـ دون مزايدة على الوعي السعودي أو اندفاع ـ ارتفاع حالة الإدراك العام بأهمية القرار التاريخي ودلالاته النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وكشف لنا كم نحن قصرنا طويلًا في التواكل على شريحة أجنبية، تتولى بالنيابة عنا مسؤولية قيادة حياتنا وحركتنا، وأسهمنا بشكل غير مباشر في نزف وهدر مالي نحن الأولى به، أو بتوجيهه نحو ما هو أكثر أهمية.
وها هي المرأة قد قادت السيارة، وها هي كثير من الأوهام قد تكسرت.. وكثير من الحواجز قد سقطت، وها هو مجتمعنا الطبيعي دون وصاية أو إملاء أو تشويه، وها نحن بكل ثقة أمام عهد زاهر يقوده ملكٌ يعرف كيف يصنع التغيير في كافة المجالات والمحاور.. وأمام ولي عهد يدفع تاريخنا الحديث ويسطره اعتمادًا على ثقة شعبه، وانطلاقًا من إمكانياته وتقاليده.. وتأطيرًا لما يستحقه.
فعليًا، وإذا كنا ننبهر باللحظة التاريخية، إلا أن علينا أن نعي مقتضياتها ومسؤولياتها في نفس الوقت، نعرف أننا في «السعودية الجديدة» نؤمن بوطننا وبكل شرائحه كوعاء جامع، يصهر كل أمانينا ويترجم أحلامنا في واقع نعيشه، ونستثمره، ونعمل من أجل مستقبله ورفاهه.
في هذا اليوم التاريخي الذي يضاف إلى سجل تغييراتنا التاريخية، يتضاعف الأمل ويزهو الطموح، لنكون أمام قيادة أخرى لتاريخنا الوطني، نكتبه بأيدينا، ونحمله على أكتافنا.. ونفكر في تطويره ليلائم سعوديتنا.. سعوديتنا الجديدة والملهمة.