تلك المواقف النبيلة وإحدى صورها الوقوف إلى جانب الأردن الشقيق تمثل ديدن المملكة الثابت والمعلن لدعم الأشقاء العرب ومناصرتهم لمواجهة التحديات ومنها التحديات الاقتصادية التي مرت بها الأردن مؤخرًا نتيجة ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع الضغوطات على الاقتصاد الأردني والنمو المتواضع لاقتصاده، فجاءت المبادرة النبيلة للقيادة السعودية الرشيدة لتخرج الأردن من أزمته الخانقة وتعطي أكبر دليل على أن تلك المبادرة وغيرها من المبادرات الإنسانية تمثل عرفًا انتهجته المملكة وعرفت به بين الأشقاء والأصدقاء، ولاشك أن العلاقات السعودية الأردنية الحميمية قائمة منذ زمن بعيد على ترسيخ التعاون المتبادل بين المملكتين، وسوف تسهم المبادرة السعودية في دفع عجلة التعاون بين البلدين الشقيقين إلى آفاق وأبعاد جديدة ذات صلة بدعم الشراكات التجارية والاستثمارية بينهما وتحويل الاستراتيجية التعاونية بين البلدين إلى واقع مشهود على الأرض.
لقد عرفت المملكة بمواقفها المشرفة تجاه الأشقاء العرب، وهاهي تترجم واحدة منها من خلال دعمها للأردن والوقوف إلى جانبه واخراجه من معاناته الاقتصادية، فرباعية مكة تؤكد من جديد على صحة وسلامة تلك المواقف الإنسانية لدعم أواصر التعاون بين الأشقاء وصولًا إلى ترسيخ وتعميق مبادئ التضامن العربي المنشود بين الأقطار العربية والوصول به إلى الغايات والأهداف المرجوة منه، وهاهي الرباعية ترسم بعدًا واضحًا من أبعاد ذلك التضامن وتدفع إلى تطبيقه عمليًا.