ودعا أبو الغيط في كلمته المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، إلى العمل في أسرع وقت على توفير الحماية للفلسطينيين ووقف آلة القتل العشوائي التي استباحت دماءهم ظلماً وعدواناً
وقال إن اجتماعنا اليوم استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ونحن أمام حالة من العدوان السافر على القانون والشرعية الدولية جسدها نقل السفارة الأمريكية لدى دولة الاحتلال إلى مدينة القدس، بالتوازي مع حالة من غطرسة القوة والإمعان في العنف من جانب القوات الإسرائيلية في مواجهة المدنيين الفلسطينيين العزل الأبطال الذين انطلقت مسيراتهم السلمية من قطاع غزة, وجدد التأكيد على أن القرار الأمريكي باطل ومنعدم ولا أثر قانونياً له، وهو مرفوض دولياً وعربياً، رسمياً وشعبياً ،و الآن وفي المستقبل، مشددا على أن هذا القرار غير المسئول يُدخل المنطقة في حالة من التوتر، ويُشعر العرب جميعاً بانحياز الطرف الأمريكي بصورة فجة لمواقف دولة الاحتلال . واضاف أن هذا الموقف الأمريكي على ما يبدو قد شجع إسرائيل على المضي قدماً فيما تقوم به من بطش عشوائي وعنف أعمى وقتل وحشي في حق المدنيين غير عابئة بالقانون أو حتى بأبسط الأعراف الإنسانية التي لا تُبيح قتل المدنيين العزل من السلاح.
وأدان ما قامت به جمهورية جواتيمالا بالأمس من نقل سفارتها إلى القدس، مؤكدا أن العلاقات العربية معها، ومع غيرها من الدول التي قد تُقدم على خطوة مماثلة، ينبغي أن تخضع للتدقيق والمراجعة.
وقال إن العرب ينشدون سلاماً دائماً وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية ولكن دولة الاحتلال، بممارستها العنف والقهر والتنكيل، تأبى إلا أن تذكرنا كل يوم بأن الطريق إلى هذا السلام مسدود، وأن السبيل إلى تلك التسوية مُغلق.
وأضاف أن إسرائيل تتحمل المسئولية أمام العالم كله عن إهدار الفرص في تحقيق السلام، والتشبث بأوهام السيطرة والهيمنة عبر منظومة احتلال عنصري بغيض ينتمي إلى القرن الماضي ولم يعد له مكان في عالمنا، مضيفا إن الاحتلال إلى زوال، والدولة الفلسطينية المستقلة –طال الزمان أو قصر- هي المآل.
واعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري استمرار الاحتلال الإسرائيلي هو أصل الأزمة ومآسي الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن نقل أي سفارة إلى القدس المحتل سيظل قراراً باطلاً ولن يسقط حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال إن ما يحدث في فلسطين عار أخلاقي بكل ما تحمله الكلمة من معان، معبرًا عن أسفه الشديد من أنه لم يمر شهر على قمة القدس في الظهران، وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا ليس لبحث تنفيذ مخرجات القمة ولكن لبحث وقف الدم الفلسطيني الذي يسيل كل يوم.
وأكد أنه ليس من المنطقي لي عنق الحقيقة واتهام الضحية وترك الجاني حرًا طليقًا، موضحًا أن ما يمارسه الفلسطينيون من مظاهرات غاضبة حق مشروع في الدفاع عن حقوقهم، وأن حقيقة احتلال دولة فلسطين وحقوقه العادلة والتاريخية لا تسقط بالتقادم.
وأضاف أن الموقف العربي بشأن عروبة القدس غير قابل للتفاوض، مطالبًا بضرورة التحرك ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين العزل باستخدام الرصاص الحي ووقف ممارسات وإجراءات الاحتلال لقتل القضية الفلسطينية، ودفع عملية السلام بناء على "حل الدولتين" القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام دفع عملية.
من جانبه اقترح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن تستدعي الدول العربية سفراءها لدى واشنطن ردا على قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.
وقال المالكي في الجلسة الافتتاحية: ليس هناك من ضير أن يتم استدعاء جماعي لسفراء الدول العربية في واشنطن لعواصمهم للتشاور"، مضيفا أنه ينبغي استدعاء سفراء الولايات المتحدة المعتمدين لدى العواصم العربية لإبلاغهم مجددا بالرفض العربي لنقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأكد ضرورة الالتزام بقرارات القمم العربية بقطع العلاقات مع الدول التي تؤيد نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، معقبا: "أتقدم بالشكر للمملكة العربية السعودية على دعوتها لعقد هذا الاجتماع الطارئ".
وأشار المالكي إلى ان قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة دموية ضد المدنيين العزل، وسقط أكثر من 100 شهيد فى الضفة وغزة وأصيب أكثر من 6000 آخرين، مضيفا: "نحن أمام لحظة تاريخية تملى علينا تحمل المسؤولية".
وطالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني الأعزل وفتح تحقيق دولي مستقل فى الجرائم الإسرائيلية، موضحا أن الولايات المتحدة اختارت ذكرى النكبة لتعلن انحيازها الرسمي لإسرائيل، ولم تكتف بذلك بل خرجت المتحدثة باسم البيت الأبيض لتؤكد مسؤولية الفلسطينيين عن قتل أنفسهم.
بدوره قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، خلال كلمته، إن الكويت ترفض الإجراءات الأحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وهي تعتبر لاغية وباطلة، وأضاف أنه يجدد موقف دولته الداعم للقضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال كلمته بالاجتماع الخاص بوزراء الخارجية العرب، إنه لا سلام ولا أمن في المنطقة دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني.