هناك دول حاربت إسرائيل وتصدت، في بعض المراحل، لصلفها واعتداءاتها لكن حروبها كانت، إلى جانب نصرة الفلسطينيين، من أجل تحرير أراضيها المحتلة في عام 67. وهناك دول تركت أراضيها سداح مداح للإسرائيليين ولم ترفع بندقية واحدة في وجهها، بينما روجت للصمود والثبات والمقاومة التي اتضح أنها لا تعدو كونها ذرًا للرماد في عيون الشعوب التي يسهل خداعها ومداعبة عواطفها.
وهناك دول اكتفت من غنيمة نصرة القضية ببيانات مكررة سمجة لا تقل في سماجاتها عن قلق أمناء الأمم المتحدة كلما قُتل الفلسطينيون أو استبيحوا من إسرائيل.
كل ذلك والشاعر العربي، المتكسب بدوره من القضية، يدور بمبخرته في بلاط الثوريين ومقلديهم وتابعيهم لاعنًا كل ما هو خليجي ومحملًا دول الخليج المسؤولية الكبرى والكاملة عن تراجع قضية الفلسطينيين وسوء أوضاعهم.!! وحتى الخلاف الفلسطيني والنزاع بين الأخوة أصحاب القضية لم يرد على بال شعراء الشعبوية الزائفين والمزيفين.
ومع ذلك لم يرفع الخليجيون، وفي مقدمتهم السعوديون، أيديهم الكريمة والنظيفة عن القضية حتى وإن كان بعض الفلسطينيين أنفسهم، وثلة من عرب العنتريات، يسبونهم ويُجرّحون في مواقفهم الثابتة من القضية الفلسطينية.
وها هي المملكة تحشد المواقف العربية لحماية الفلسطينيين من الاعتداءات الإسرائيلية. الصادقون لا يغيرون ولا يبدلون مواقفهم.
وحدهم الكذابون والمخادعون هم من يتلونون فيحدثون شعوبهم بشيء ويقولون للإسرائيليين أشياء أخرى.
ma_alosaimi@