DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اللاعنون المادحون

اللاعنون المادحون
لم يبق شاعر عربي محسوب على الثورات العربية التي أكلت أبناءها وشعوبها، أو محسوب على القومجية، إلا ولعن الخليجيين الذين لم يحرروا القدس ومدح زعماء الثورات العربية الفاشلة الذين تكالبوا على بيع (القضية) لتثبيت كراسيهم؛ وزايدوا على قميصها إلى أن ذهبوا مع رياح الربيع العربي وبقيت هي أسوأ حالًا مما كانت عليه قبل شعاراتهم وعنترياتهم. الآن، في أغلب الذهن الفلسطيني والعربي، أن الخليج مسؤول عن كل ما يحدث للفلسطينيين ومسؤول عن قتلهم على حدود غزة ومسؤول عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ينسى الفلسطينيون وحاملو رايات التحرير الزائفة في لبنان وغيره أن ما فعله الخليجيون لقضيتهم في صورة الدعم السياسي والمالي والإنساني لا يمكن أن يقارن به فعل أي دولة أخرى.
هناك دول حاربت إسرائيل وتصدت، في بعض المراحل، لصلفها واعتداءاتها لكن حروبها كانت، إلى جانب نصرة الفلسطينيين، من أجل تحرير أراضيها المحتلة في عام 67. وهناك دول تركت أراضيها سداح مداح للإسرائيليين ولم ترفع بندقية واحدة في وجهها، بينما روجت للصمود والثبات والمقاومة التي اتضح أنها لا تعدو كونها ذرًا للرماد في عيون الشعوب التي يسهل خداعها ومداعبة عواطفها.
وهناك دول اكتفت من غنيمة نصرة القضية ببيانات مكررة سمجة لا تقل في سماجاتها عن قلق أمناء الأمم المتحدة كلما قُتل الفلسطينيون أو استبيحوا من إسرائيل.
كل ذلك والشاعر العربي، المتكسب بدوره من القضية، يدور بمبخرته في بلاط الثوريين ومقلديهم وتابعيهم لاعنًا كل ما هو خليجي ومحملًا دول الخليج المسؤولية الكبرى والكاملة عن تراجع قضية الفلسطينيين وسوء أوضاعهم.!! وحتى الخلاف الفلسطيني والنزاع بين الأخوة أصحاب القضية لم يرد على بال شعراء الشعبوية الزائفين والمزيفين.
ومع ذلك لم يرفع الخليجيون، وفي مقدمتهم السعوديون، أيديهم الكريمة والنظيفة عن القضية حتى وإن كان بعض الفلسطينيين أنفسهم، وثلة من عرب العنتريات، يسبونهم ويُجرّحون في مواقفهم الثابتة من القضية الفلسطينية.
وها هي المملكة تحشد المواقف العربية لحماية الفلسطينيين من الاعتداءات الإسرائيلية. الصادقون لا يغيرون ولا يبدلون مواقفهم.
وحدهم الكذابون والمخادعون هم من يتلونون فيحدثون شعوبهم بشيء ويقولون للإسرائيليين أشياء أخرى.
ma_alosaimi@