DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأيتام .. من الاحتياج إلى الإنتاج

الأيتام .. من الاحتياج إلى الإنتاج
اعتقادي أن خير طريق لإعانة محتاج أي محتاج ليس إعطاءه المال وفقط، وإنما منحه طريقا ومسار رزق يقوده نحو الكفاف والعيش الكريم، وهذا بالفعل ما تحاول كثير من الجمعيات الخيرية تنفيذه على أرض الواقع عبر عديد من مخططات الإدماج والتأهيل الهادفة للأخذ بأيدي المحتاجين نحو مشاريع صغيرة تكون لهم مصدرا للرزق يعفيهم من الاحتياج، والأيتام جزء غال على نفوسنا جميعا، والتعامل معهم يحتاج لخصوصية ما عن غيرهم، كون احتياجهم ليس احتياجا ماديا وفقط بل هو أكبر من ذلك بكثير.
فاليتيم، نتيجة فقده أحد والديه أو كليهما، يتكون في ذاته فراغ مهيب يفصله نفسيا عن المجتمع ويجعله على قدر عال من الانعزال والرهبة من الناس، وهنا يتراءى دور شديد الأهمية بالنسبة للمجتمع وللجمعيات الخيرية، أعني دور إعانة الأيتام نفسيا وتأهيلهم بحيث يكونون في الأخير جزءا لا يتجزأ من باقي شرائح المجتمع، شركاء له في كل شيء، بدءا من التخطيط ومن ثم التنفيذ والتنمية وانتهاء بالمسؤولية المجتمعية التي تحافظ على كل هذه المكتسبات.
هذا وحتى نصل بالأيتام إلى ذلك الإشراك المجتمعي المفضي إلى الرخاء والتنمية؛ يجب تكثيف برامج التمكين الموجهة لهم منذ صغرهم، بحيث نضمن وصولهم إلى البر الرشيد الذي نتمناه لهم، بدءا من نفسياتهم وإرواء مواضع الفراغ الكائنة بهم وحتى الوصول إلى المساعدة التامة في تحقق أمانيهم وأهدافهم الشخصية.
وفي مسيرتنا نحو دعم تلك الفئة الغالية على نفوسنا، يجب أن تتعاظم مسؤوليتنا واهتمامنا أمام تلك الفئة المنقطعة بهم الدروب، أو بمعنى أقرب المقطوعين من شجرة؛ كما هو دارج بيننا التعريف بهم، هؤلاء لابد أن يلقوا منا اهتماما مضاعفا نظرا لنوعية ظروفهم ومدى صعوبتها، اهتمامًا يقيهم السؤال ويوفر لهم ظروفًا مثالية للنماء والوصول إلى كفايتهم وأحلامهم.
وربما قرب حلول شهر رمضان المبارك بمثابة موسم للخير يجب أن يشتغل جيدا للرفع من همم الناس والشركات وتشجيعها على دعم الجمعيات الخيرية للأيتام من خلال الصدقات والزكوات وغيرها من وجوه الخير المتعارف عليها، كما يجب النظر لبرامج المسؤولية المجتمعية الموجودة في البنوك وجهات المال من أجل دعم تلك الفئة وتأهيلهم تأهيلا يرقى بهم وبأدواتهم ويحملهم إلى مساحات جديدة من الأمل والعمل والإنتاج.