قبل أيام قامت أسرة آل الشيخ مبارك بتكريم أسرة الجبر، في حفل حضره عدد كبير من مشايخ وأعيان الأحساء، وتخللت الحفل كلمات أشادت بما قدمته وتقدمه أسرة الجبر من المشاريع الخيرية الصحية والتعليمية والاجتماعية، ومهما قيل عن الأعمال الخيرية التي قدمتها أسرة الجبر، فإن الكلام يظل قاصرا عن حصر تفاصيل وعدد هذه الأعمال، وما قدمته أسرة آل الشيخ مبارك من علم وأدب عبر تاريخ هذه الأسرة الكريمة، يجعل لهذا التكريم معناه الخاص، ويضفي عليه من روعة الوفاء الشيء الكثير، وهو في مجمله إنما يعبر عن مشاعر أهل الأحساء تجاه أسرة الجبر، التي ضربت المثل الأعلى في تنفيذ المشاريع الخيرية، بعيدا عن أضواء الإعلام، وما تجلبه من شهرة مستحقة في مثل هذه الحالات، فأسرة الجبر لا تبحث عن الشهرة، ولديها من الشهرة ما يكفيها، من محبة الناس وتقديرهم لرجال هذه الأسرة الفاضلة وهذا أمر لا تضاهيه أية شهرة، فالكل يشهد ويشيد بهذه الأعمال الخيرية الكبيرة، بما رصد لها من بذل سخي، لا يجود به سوى ذوي العزم من الرجال، الساعين إلى الخير، والباذلين دون حدود، ابتغاء مرضاة الله أولا وأخيرا، وفي يقيني أن ما يبذل في السر من رجال هذه الأسرة، لا يقل عما يبذل في العلن، وهذا هو حال من صفت نواياهم، وصدقت عزائمهم، واستنارت قلوبهم بالإيمان، وتيقنت بصائرهم قبل أبصارهم بأن عمل الخير هو الباقي في وجدان الناس، وفي ضمير الأمة، وفي ذاكرة التاريخ، وهو الباقي قبل ذلك وبعده.. في ميزان حسنات الإنسان أمام خالقه.
ولأهمية هذا التكريم، فقد شارك فيه وزراء التعليم والصحة والإسكان بكلمات أثنت على جهود أسرة الجبر في هذه المجالات، ولا ننسى المجال الثقافي، حيث كان لأسرة الجبر - ومن خلال تبرع سخي - الفضل في إنجاز مبنى نادي الأحساء الأدبي، ليصبح قلعة ثقافية بارزة، ومعلما حضاريا لا يقل أهمية عن بقية معالم الأحساء الأخرى، وأحدث الأعمال الخيرية لهذه الأسرة الكريمة - وليس آخرها بإذن الله - هو مجمع حمد الجبر التعليمي للبنين، ومجمع نورة الجبر التعليمي، وقد افتتحهما مؤخرا سمو أمير المنطقة الشرقيه الأمير سعود بن نايف، وبمثل هذه الأعمال نفتخر، وندعو لمن يقوم بها، بالمزيد من التوفيق، والقبول الحسن، والأجر العظيم، فهذا واجب ديني ووطني وإنساني.
ولسنا بصدد تعداد الأعمال الخيرية لأسرة الجبر بالأحساء فهي أعمال معروفة للجميع، ولكننا نعيد إلى الأذهان ما يتردد بين الناس عن وجوب مشاركة رجال الأعمال في الأعمال الخيرية، وأسرة الجبر تقدم النموذج العملي لهذه المشاركة، وفي مجالات شملت التعليم والصحة والإسكان والثقافة وغيرها، وهو الأمر الذي يجب أن يقتدِي به القادرون على العطاء، والمشاركة في المجالات التي تسهم في بناء المواطن الصالح، وتنمية الوطن العزيز، الذي يتشرف الجميع بالانتماء إليه وخدمته، وإعلاء كلمته، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. قال تعالى: «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا». وشكرا لأسرة الجبر لهذا العطاء الوفير، وشكرا لأسرة آل الشيخ مبارك لهذا الوفاء الجميل، وتكريم أهل الكرم واجب.
[email protected]