خطوة «حزب الله»
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي: كانت هناك خطوة من «حزب الله» منذ سنتين لدعم ما يسمى الشعب الصحراوي، لافتا إلى حدوث تطورات غير مسبوقة بداية مارس 2017، مشيرا إلى أنها كانت موضوع حوار مطول مع الطرف الإيراني.
وخلال مؤتمر صحافي بالرباط تحدث الخلفي عن ثلاثة أدلة أساسية دفعت المغرب إلى قطع علاقاتها مع إيران، أكد أن أولها رصد خبراء عسكريين من «حزب الله» زاروا مخيمات البوليساريو وانخرطوا في عمليات تدريبهم على حرب العصابات في «تندوف»، وأضاف: الذين يتصورون أن أجهزتنا لا تتابع فهي تتابع بشكل واسع.
وبحسب وسائل إعلام مغربية، أشار الناطق الرسمي باسم حكومة الرباط إلى تتابع الأحداث بحدوث تطورات أخطر، وهي تسليم شحنة أسلحة للميليشيات الانفصالية تتضمن صواريخ سام 9 و11 وستريلا الروسية.
وكشف الخلفي تورط دبلوماسي بالسفارة الإيرانية في الجزائر في تنظيم تلك العمليات، وقال: الدبلوماسي الإيراني مسجل لدينا أنه توجه إلى معسكر «تندوف» للقاء مسؤولي البوليساريو لتسهيل تلك العمليات.
دلائل تورط
وتابع الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية: واجهنا إيران بتلك الدلائل، لكن لم نتلق ما يدحضها، وبمجرد عودة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قُطعت العلاقات مع طهران، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بلقاء أو تصريح، بل بـ«سنتين» من الرصد والمتابعة لذلك التعاون بين ميليشيات البوليساريو و«حزب الله»، ولا يمكن القول: إن إيران ليست على علم بهذا.
وأضاف الناطق باسم حكومة المغرب: قرارنا ليس ضد الشيعة، ونحن كبلد نرفض سياسة المقعد الفارغ، وعملنا يقوم على اتخاذ مواقف صارمة في كل ما يتعلق بوحدة وسلامة المواطنين والتراب الوطني، والتي نعتبرها خطا أحمر؛ وهو النهج الذي حكم المغرب خلال السنوات الماضية، وختم قائلا: قرارنا سيادي ووطني خالص.
وكانت المغرب أعلنت الثلاثاء قطع علاقاتها مع إيران، وغلق سفارتها في طهران، وطرد سفير خامنئي في الرباط، بعد تأكدها أن الملالي وميليشيا حزب الله، يدعمان جبهة البوليساريو بتدريب مقاتليها وتسليحهم.
«الجامعة» تدين
وفي السياق، أعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، الوزير المفوض محمود عفيفي، عن التضامن مع المملكة المغربية في قرارها قطع علاقاتها مع إيران؛ لما تمارسه الأخيرة من تدخلات خطيرة ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية، واصفا أي تدخلات إيرانية في شؤون الدول العربية بالمرفوضة والمدانة.
وأكد المتحدث الرسمي في بيان أن القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في الظهران بشأن التدخلات الإيرانية عكس موقفا عربيا صلبا في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها، مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية المعنية بمتابعة هذا الموضوع تعد إطارا عربياً فعالاً لتنسيق السياسات وتوحيد المواقف في مواجهة الأطماع والتهديدات والتدخلات الإيرانية.
وأوضح عفيفي أن هذا التطور الذي يعد الحلقة الأحدث في سلسلة متصلة من التدخلات الإيرانية المُزعزِعة للاستقرار في المنطقة العربية، يستدعي ألا تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أمام هذه الإستراتيجية الإيرانية، التي تهدف إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار.
تضامن خليجي
من ناحيته، أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية تضامنه الكامل والثابت مع المغرب، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات، تعزيزا لسيادتها ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأعرب الأمين العام للمجلس، عبداللطيف الزياني، عن تأييده لإعلان المغرب قطع علاقاتها مع إيران، معربًا عن إدانته للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمغرب، من خلال ما تقدمه من دعم ومساندة وتدريب لعناصر «البوليساريو» عبر ميليشيا حزب الله الإرهابي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية.
من جانبها، أعربت الكويت عن رفضها لأي محاولة تستهدف أمن واستقرار ووحدة أراضي المغرب، مؤكدة موقفها الثابت والمتضامن مع المغرب وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لصيانة أمنها واستقرارها.
وجاءت الخطوة المغربية في توقيت مهم ليكشف للعالم أجمع حقيقة النظام الإيراني، الذي أثبت أنه الداعم الأول للإرهاب في العالم، فضلاً عن محاولته المغرضة لشق الصف العربي ونشر المشروع الطائفي في المغرب، كما حدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان.