وأكد المتحدث الرسمي في بيان أن القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في الظهران بشأن التدخلات الإيرانية عكس موقفا عربيا صلبا في رفض هذه التدخلات والعمل على التصدي لها، مشيرا إلى أن اللجنة الرباعية المعنية بمتابعة هذا الموضوع تعد إطارا عربياً فعالاً لتنسيق السياسات وتوحيد المواقف في مواجهة الأطماع والتهديدات والتدخلات الإيرانية.
الحلقة الأحدث
وأوضح عفيفي أن هذا التطور الذي يعد الحلقة الأحدث في سلسلة متصلة من التدخلات الإيرانية المُزعزِعة للاستقرار في المنطقة العربية، يستدعي ألا تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أمام هذه الإستراتيجية الإيرانية، التي تهدف إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار. وكان المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية قد أعرب، الأربعاء، عن تفهمه لحاجة الجزائر للتضامن مع حلفائها، وأن السلطات الجزائرية اعتقدت ضرورة إصدار بلاغ رسمي، حول إعلان المغرب أمس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
تضامن خليجي
من ناحيته، أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية تضامنه الكامل والثابت مع المملكة المغربية، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات، تعزيزا لسيادتها ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأعرب الأمين العام للمجلس، عبداللطيف الزياني عن تأييده لإعلان المغرب قطع علاقاته مع إيران، معربًا عن إدانته للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمغرب، من خلال ما تقدمه من دعم ومساندة وتدريب لعناصر «البوليساريو» عبر ميليشيا حزب الله الإرهابي بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة المغربية.
والثلاثاء، أعلن المغرب قطع علاقاته مع إيران؛ بسبب تورطها «الواضح» في دعم جبهة البوليساريو التي تخوض تمردا مسلحا بهدف الانفصال بالصحراء الغربية، عبر دعم ميليشيا حزب الله اللبنانية التابعة لإيران.
موقف أردني
وفي السياق، أعلن الأردن أمس الأول وقوفه إلى جانب المغرب في مواجهة أي تهديدات تتعرض لها أراضيه أو تستهدف أمنه.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في تغريدة على حسابه على موقع (تويتر): «نقف مع الأشقاء في المملكة المغربية ونساندهم في مواجهة أي تهديد لأمن المغرب واستقراره ووحدة أراضيه».
وأضاف الوزير الأردني: «التضامن والتعاضد سمتان ثابتتان في علاقات المملكتين الأخوية التاريخية، التي يرعاها (العاهل الأردني) الملك عبدالله الثاني وأخوه الملك محمد السادس».
خطوة إيجابية
ويأتي قرار المملكة المغربية بقطع العلاقات مع النظام الإيراني كخطوة إيجابية تتفق مع توجهات الدول العربية والإسلامية الداعية لِوقف التمدد الإيراني الطائفي في المنطقة العربية ورفض تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية والإسلامية.
وجاء تدخل النظام الإيراني الطائفي هذه المرة بدعم «البوليساريو» لإحداث حالة عدم استقرار أمني وسياسي في تلك المنطقة؛ بهدف إيجاد حالة حرب وانشقاق داخلي. إلا أن الخطوة المغربية أتت في توقيت مهم ليكشف للعالم أجمع حقيقة النظام الإيراني، الذي أثبت أنه الداعم الأول للإرهاب في العالم، فضلاً عن محاولته المغرضة لشق الصف العربي ونشر المشروع الإيراني الطائفي في المغرب، كما حدث في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
معلومات أكيدة
من جانبه، قال المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق وفقا لـ«سبوتنيك»: إن الحكومة المغربية لم تصدر قرار مقاطعة إيران قبل تأكدها من ضلوعها في تسليح وتمويل وتأهيل جبهة البوليساريو عبر ميليشيا «حزب الله» اللبناني.
وأشار إلى أن الدبلوماسية المغربية معروفة بعدم اتخاذ قرارات انفعالية، ومن ثم فقرارها يدل أن هناك مساسا خطيرا بالمصالح المغربية؛ لهذا تم الرد عليه بإجراء صارم، مشددا على أن قيام إيران عبر ذراعها ميليشيا حزب الله بتسليح جبهة البوليساريو، يعد طعنة في ظهر المغرب، خصوصا في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية، التي تعرفها قضية الصحراء، وتلويح البوليساريو بحرب العصابات.
وأكد لزرق أن قرار المغرب يأتي استجابة للتفاعلات الدولية والإقليمية، في وقت تريد إيران محاصرة دول المنطقة، ولكن السبب الرئيس المباشر له هو معلومات استخباراتية، توضح سعي إيران من خلال ميليشيا حزب الله إلى التدخل في الشؤون المغربية، وخلق البلبلة عبر التدخل بتدريب ميليشيا البوليساريو.