من أمس إلى اليوم شارك سعوديون كثر في هاشتاق (قائمة سوداء للإعلاميين المسيئين). وبطبيعة الحال المقصود هم أولئك الذين يسيئون إعلامياً إلى المملكة وقياتها وشعبها. ولكي نكون منصفين فليس كل ما كُتب في هذا الهاشتاق صحيحاً وليس، أيضا، كل ما كتب فيه خطأ، وربما أؤيد أغلب المواقف والملاحظات التي وردت فيه. شخصياً تحدثت أكثر من مرة عن هؤلاء الإعلاميين المسيئين الذين يبصقون في الطبق الذي يأكلون منه. وفي إحدى المرات كنت صريحاً جداً وذكرت أسماء بعينها كبرت أكتافها الإعلامية وتضخمت أرصدتها من جراء وجودها وظهورها في قنوات محسوبة علينا ثم انقلبت علينا بمجرد أن أُغلقت الحنفية لسبب أو آخر.
الخطأ التاريخي في المملكة وعموم دول الخليج العربية أننا اعتمدنا في وسائل إعلامنا، لعقود طويلة، على أسماء وخبرات عربية جاءت وبقيت وورّثت وظائفها، بعد رحيلها، لأجيال من نفس جنسيتها. وبينما تقدمت الصحف في المملكة، على سبيل المثال، في سعودة مراكزها القيادية وأجهزتها التحريرية منذ منتصف الثمانينيات الميلادية، بقيت القنوات التلفزيونية الخاصة والناجحة والمشاهدة بأيدي عرب غير سعوديين وغير خليجيين إلى الآن. من هؤلاء العرب الراود من كان منصفاً وممتناً لما حظي به من الدعم والمساندة من هذه القنوات ليحقق ذاته ومجده، ومنهم، وهم من نتحدث عن إساءاتهم، من قلب الطاولة في وجوهنا في اللحظة التي خرج فيها من بوابة هذه القناة التلفزيونية أو تلك، أو في اللحظة التي انقطع فيها المدد الذي كان قادراً على تغيير بعض الألسنة ما بين غمضة عين وانتباهاتها.
لن أذكر أسماء سبق أن ذكرتها، ولا داعي أصلاً لذكرها فهؤلاء المسيئون أصبحوا أكثر من الهم على القلب، بل إن شطارتهم وجماهيريتهم صارت تقاس بقدر إساءاتهم للمملكة والهجوم عليها. وهذا، بالمناسبة، لن يضرنا، لكنني اعتبرته، وما زلت أعتبره، درساً مهماً إذا تعلمناه حققنا غاية كبرى ومثلى وهي أن نعتمد على أبنائنا وبناتنا ونمكنهم فعلا من العمل الإعلامي الاحترافي؛ فهم ضمانتنا لإعلام شريف مخلص، لا يتكسب ولا ينقلب.
ma_alosaimi@