في بداية لأحد أهم إن لم تكن أهم القمم العربية، وصل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى المنطقة الشرقية وسط استقبال حار من الأهالي وتلي الاستقبال حفل غداء كانت فيه كل شرائح المجتمع موجودة في إشارة واضحة على عمق العلاقة وصلابتها في الداخل السعودي. هذه اللحمة الوطنية الكبيرة والصلابة في الداخل السعودي جعلت المملكة محط أنظار العالم في الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في واقع يجعل المملكة دائمًا المكان الأنسب لقول الكلمات النهائية والقول الفصل في حل أي قضية تمر بها المنطقة. فكثير من الحلول والقرارات الإقليمية أو الدولية كانت عبر المملكة.
وفي هذا اليوم يعقد مؤتمر القمة العربية الـ«29» في وقت يمر فيه العالم العربي بأكثر الأوقات حراجة في ظل عدم استقرار وفوضى في كثير من مناطق العالم العربي الواسع.
والمنطقة بصورة عامة تمر بدوامة عدم استقرار جعلت بعض دول المنطقة ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية. وهي تدخلات المقصود منها إشاعة الفوضى وإطالة أمد أي قلاقل داخلية. وأحد أهم هذه التدخلات هو العناد الإيراني والإصرار على إثارة القلاقل والتدخل المباشر في شؤون دول عربية سواء سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن وغيرها جعل من تدخلاته أن تكون أراضي هذه الدول مسرحًا لقلاقل استمرت سنوات. وفتحت التدخلات الإيرانية الباب على مصراعيه لتدخل دول أخرى وخاصة في سوريا ما جعل الأمور أكثر تعقيدًا وجعل النظام السوري أكثر عنادًا ووحشية في التعامل مع شعبه. ولهذا السبب فالعالم في هذا اليوم ينظر بكل جدية لهذا المؤتمر الذي يعقد في الظهران التي هي أحد أهم عواصم الطاقة في العالم والذي يعرف الجميع أهميته وكذلك ثقتهم الكبيرة بقدرة المملكة على التأثير
والتوجيه لمجريات الأحداث؛ كونها تعتبر القوة الأساسية في المنطقة سواء عسكريًا أو سياسيًا أو اقتصاديًا. والأهم من ذلك هو أن كل دول المنطقة ودول العالم تعلم ما يتمتع به قادة المملكة من حكمة وحنكة في إدارة الأمور والأزمات. وكثير من المحللين يعلقون آمالًا كبيرة على ما يمكن أن تتمخض عنه القرارات والتوصيات التي كان الكثير من مراكز القرار حول العالم ينتظرها من المملكة.. فالمملكة معروف عنها حكمة القرار وفن إدارة الأزمات.
mulhim12@