@@ إلا الفاتنة المتمردة الخارجة عن النص في الفكرة والمعنى، فرغم (الفقر) إلا أنها تزداد جمالا، ويهيم فيها العاشقون موسما بعد آخر، دون كلل أو ملل للفوز بقلبها النابض.
@@ هي الحقيقة، ولا أبالغ إذا كررت أن الألعاب المختلفة الجماعية فقدت بريقها وحضورها ومنافساتها، إلا كرة اليد فما زالت صامدة في وجه إعصار الهجران والإنكار والركض خلف اللعبة الشعبية الأولى المجنونة كرة القدم.
@@ هي كذلك.. فعندما وصفتها بالفقر، فإنني أذهب لأن أنديتها الكبيرة التي تحصد الألقاب هي بالكاد تحصل على قوتها اليومي، وهذا ما قصدته (بالفكرة والمعنى) بخلاف الألعاب الأخرى التي جل فرقها الكبيرة من ذوات الدخل (المليوني).
@@ بالأمس في الصالة الخضراء بالدمام، كان نهائي كأس اليد في الموعد جماهيريا وفنيا حاملا الإثارة والندية حتى الرمق الأخير من عمر المباراة وسط أكف ملتهبة وحناجر مسموعة في المدرج، وفن يشبه شعر نزار ورسم دالي في الملعب.
@@ من حق منسوبي هذه اللعبة وجماهيرها أن يفخروا ويتفاخروا بمنجز هذه المتمردة على مستوى المنتخبات والأندية، فهي الوحيدة صاحبة الزيارات المعتادة للمونديال منتخبات وأندية (أيضا) وهي صاحبة الشعبية الثانية بدون منازع في المملكة، وتنافس المجنونة في الشرقية وأحيانا تتفوق عليها في الحضور الجماهيري كما كانت في نهائي الأمس.
@@ أعود لبطل الكأس النور، وبطل الدوري مضر، فكلاهما كانا رافدا قويا لمنتخبات الوطن بكل درجاتها في الآونة الأخيرة، ورغم ما حدث للأملح من هبوط اضطراري للأولى، إلا أنه نهض بسرعة وعاد للقمة، أما النور فقد ظل في العقد الأخير طرفا ثابتا في المنافسات وشريكا دائما في الألقاب، والحق يقال ان النور ومضر حافظا على هيبة كرة اليد السعودية بعد تراجع الثنائي الشهير للعبة الخليج والأهلي، ولم يشعر المتابعون للعبة بتراجعها فنيا وجماهيريا، ولكن اعلاميا تراجع وهجها للأسف الشديد، ومع دخول العالم (السوشيال ميديا) أصبح واجبا على منسوبي اللعبة تفعيل هذا الجانب حتى لو حدث إهمال من قبل الاعلام بجميع مستوياته، فالعالم حاليا يستخدم هذا الجانب للبقاء في دائرة الضوء.
@@ مبروك للنور ومبروك لمضر.. وللمجد بقية.