ضمن فعاليات ملتقى جواثى الخامس، والذي انطلق أمس الأول، ونظمه نادي الأحساء الأدبي تحت عنوان «التنشئة الأدبية.. الأبعاد الثقافية والوطنية»، أكد رئيس النادي الأدبي د. ظافر الشهري أن جواثى هذا العام يهتم بالطفل والعائلة من خلال ما طرحت من أوراق علمية تناولت التنشئة الأدبية، وتقديم أوبريت متخصص في التنشئة يحمل لوحات أدبية ثقافية تحاكي مفهوم التنشئة، ونال استحسان الجميع، وهو موجّه بالدرجة الأولى للعائلة، مشيرًا إلى توفير مساحة لمشاركة الناشئين في حفل الافتتاح إيمانًا منهم بأهمية النشء في تعزيز الثقافة وإثرائها، لافتًا إلى أن النادي الأدبي لم يعُد للشاعر والقاص والمثقف النخبوي بل أصبح أدبيا ثقافيا اجتماعيا منفتحا على المجتمع بكل أطيافه وتوجهاته مبتعدًا عن النمطية والطرح الرتيب، ويسعى لاستهداف فئات متنوعة في الميول والاهتمام، وأضاف: إن أدبي الأحساء ملك للناس، فهو منهم ولهم ولا بد أن يلبّي احتياجاتهم ومتطلباتهم حتى يصبح أكثر تأثيرًا ومواكبة، وهذا ما وصلنا له اليوم بجهود كافة المحبين لإعلاء الثقافة في الأحساء والمملكة عامة.
وبدأت الجلسات العلمية للفعاليات بالجلسة الأولى التي حملت محور «التنشئة والأجناس الأدبية في الدراسات النقدية الحديثة» ورأس الجلسة د. معجب العدواني، وقدّم الورقة الأولى د. حمد الدخيِل، وناقش أثر التنشئة الأدبية في تكوين الأديب ثقافيًّا وفكريًّا، وقدم الجاحظ نموذجًا، وقال: إن التنشئة الأدبية لم ترق حتى الآن، لتصبح مصطلحًا أدبيًا متفقًا عليه، لأن هذا الموضوع لم يكن من اهتمام دارسي الأدب، لاسيما المتخصصين في دراسة الأدب العربي القديم ونقده، وسبب ذلك أن هذه التجربة الأدبية كانت غائبة في المصادر الأدبية والتاريخية القديمة.
وقدّم عامر الحلواني وررقة بعنوان «التنشئة الأدبية والقيمية في ضوء نادرة جاحظية» وأوضح فيها المفارقة المضمرة بين التنشئة باعتبارها موضوع قيمة، والنادرة الجاحظية بصفتها نوعا أدبيا يحل على ظاهرة اجتماعية سلبية هي ظاهرة البخل، ومنطق التأدب، بما هو اقتضاء من اقتضاءات الآلة الواصفة للغة، والآلة الكاشفة التي تتم بها القراءة، والآلة العالمة التي بها يتحقق الفهم.
ثم قدم د. عبدالله حامد ورقة بعنوان «رحلتنا السعودية الغائبة وموادنا المتعطشة»، ودراسة قدمتها د. أشجان هندي حول الأجناس الأدبية وعوامل التنشئة بين سلطتي الموروث والتجديد، ودور التنشئة في التأثير على تشكيل وصناعة مُحددات ومعايير الأجناس الأدبية المختلفة من جهة، وفي تغليب جنس أدبي بعينه على باقي الأجناس الأخرى في فترة زمنية بعينها، من جهة أخرى، بالإضافة إلى مناقشة قضية التجديد في الإبداع من حيث كونها ضرورة لا ترف، ومن حيث كونها مطلبًا أزليًا لبقاء الأجناس الأدبية وتطورها، وإمكانية ظهور أجناس أدبية جديدة لم تكن معروفة من قبل.
قدم مختصون مجموعة من الأوراق العلمية ناقشوا من خلالها أبرز التجارب والمقارنات الأدبية ومدى تأثيرها على المجتمع.