[email protected]
يبدو أن الملكة البريطانية إليزابيث الثانية لن تكون هي آخر من انفتح لها نسب آل البيت ليدخل العرش البريطاني برمته إلى النسب الشريف، فهنالك كل يوم قائمة جديدة من مختلف الأجناس والأعراق والقوميات تدعي انتسابها لآل البيت، وتحديدا إلى بيت النبوة ممثلا بالإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، لكن آخر «الاكتشافات النسبِية» هذه هو ما جاء مؤخرا على لسان سيد الضاحية حسن نصر الله المنتمي هو الآخر «ادعاء» إلى ذات البيت، في أحد المواقع الإعلامية المدعومة من حليفه الإيراني، والذي يبدو أنه توهم حقا أنه الوصي على هذا النسب، وأنه بالتالي يحق له أن يهبه لمن يشاء وفق منطق تحالفاته السياسية، ليزعم أن الجنرال ميشيل عون من أحفاد علي بن أبي طالب، وغدا ربما يصل الدور إلى «سماحة السيد جبران باسيل» وهكذا!.
عموما، الإدعاءات لا تصنع الأنساب، ولا تغير من الواقع شيئا، لكن لا أحد يعرف كيف ستستطيع كرموزومات هذا النسب العظيم حمل كل هذه الأثقال التي خلطت العربي الهاشمي مع الفارسي مع القوقازي مع البربري والكردي والروماني والتركي والأفريقي والآري إلى غير ذلك من الأعراق التي أصبحت كطبق السلطة، والحبل على الجرار، غير أن السؤال الأهم في هذا السياق، وفي ظل هذا الازدحام على الانتساب إلى الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -، هو لماذا لم يظهر لنا من ينتسب إلى أبي جهل وأبي لهب، وهما من سادات قريش وأشرافها أيضا، رغم كثرة من يحملون جيناتهم في هذا العصر، ويشبهونهما تخلقا وخلقا؟ لكن ليس هذا هو مكمن الخطورة في تصريحات سيد الضاحية، إنما مكمن الخطر في هذه الذهنية المذهبية الموغلة في العصبية والتي كشف عنها في هذا الحديث الذي يبدو أنه يمثل أجندة الحزب الحقيقية، وأنه لم يكن معدا للنشر لذلك سارعوا إلى نفيه، بعد أن اعترف فيه لأول مرة أنه لا يقاتل في سوريا دفاعا عن الأسد، ولا حماية للمقامات، وإنما يقاتل هناك لنشر التشيع، إلى جانب تأكيده على أن ولاية الفقيه تتقدم عنده على الدستور اللبناني، وهذا مكمن الخطر.
[email protected]
[email protected]