في كثير من المناطق حاليا فعاليات متعددة تواكب هذا التطور، وتهيئ للانتقال المقبل الذي كنا نراه بعيدا، وبدعم القيادة الرشيدة أصبح قريبا وواقعا لأنه مع تطور دور المرأة التنموي كان لزاما أن تقود سيارتها كجزء من منظومة متكاملة لطبيعة مهامها وأدوارها الاجتماعية والعملية والاقتصادية، وتلك الفعاليات إلى جانب دورها التوعوي والتدريبي فإنها تثري القناعات الاجتماعية بضرورة وأهمية قيادة المرأة للسيارة في بيئة آمنة وعلى قناعة بذلك.
تلك الفعاليات من الأهمية قبل البدء في القيادة؛ لأنها تؤدي مهمة ضخمة في السياق المجتمعي فيما يتعلق بتعرف المرأة على مساراتها وحصولها على جرعات تدريب للقيادة الآمنة، وتثقيف بأصول وقواعد وآداب القيادة التي يتم تطبيقها في الطرق، وإلى جانب ذلك المكسب الأهم في تقديري هو قبول قطاعات عريضة المبدأ والتعامل معه كأمر واقع له قيمته في راحة المرأة وتمتعها بالقيادة من وإلى مقر عملها أو أي مناسبة ترغب في المشاركة فيها.
من المهم أن يدعم المجتمع قيادة المرأة للسيارة؛ لأن لذلك قيمته في سياق المصلحة العامة للوطن والمجتمع مع تزايد عدد النساء في العمل العام والخاص ومؤسسات التعليم وغير ذلك من المصالح التي تتطلب أن تتحرك بكامل حريتها وفي أحد أكثر أجواء الخصوصية التي نتمتع بها، وفي المحصلة فإن القيادة سلوك إنساني طبيعي لا يتطلب رفضا قاطعا، أو تشويشا على الراغبات ومنعهن من حرية الحركة لقضاء مصالحهن وتخفيف الضغط والعبء على ذويهن حين الحاجة للتحرك من المنزل الى العمل أو أي مكان، خاصة وأن عدد النساء في مجتمعنا يعادل عدد الذكور تقريبا في الإحصاء السكاني، وكثير منهن موظفات وعاملات أو يدرسن في الجامعات والمعاهد العليا ما يجعل من القيادة خيارا لا بد منه، وقناعة ينبغي أن تترسخ وتحصل على كامل الدعم الاجتماعي.
[email protected]