كان ديلفي جيلي رئيس نادي جيرونا المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم يلعب بجوار بيب جوارديولا. ومع اقتراب جوارديولا اليوم من تحقيق أرقام قياسية مع مانشستر سيتي سواء في عدد النقاط أو في عدد الأهداف فإن رفيقه السابق في الملاعب يستعد هو الآخر لكتابة تاريخ جديد للنادي القطالوني. وتضم تشكيلة جيرونا لاعبين تصل قيمتهم إلى 4.6 مليون يورو (5.7 مليون دولار) بما يمثل واحدا في المئة فقط من إجمالي قيمة تشكيلة ريال مدريد الذي سيخوض أمامه المباراة المقبلة في الدوري الإسباني. لكن جيرونا نجح في الصعود للمركز السابع في أول موسم يقضيه في دوري الأضواء وهو في موقف جيد للتأهل للدوري الأوروبي الموسم المقبل. وقال جيلي في مقابلة مع رويترز "الاقتصاد في النفقات يفيد كثيرا ولكن عليك أولا أن تكون واثقا من قدرتك على بناء فريق قوي ومتماسك مهما كانت أسماء اللاعبين الذين ستجلبهم. جيرونا يتمتع بتشكيلة متوازنة لكن الأهم هو أننا نجحنا في خلق تعاون وروح جماعية بين اللاعبين. "المجموعة التي تتولى المهام التدريبية تعرف جيدا مزايا الفريق وكيفية إبراز أفضل ما في جعبة اللاعبين لأنهم يؤمنون بما يفعلون. أخذنا وقتنا للتأقلم لكننا نكتسب الثقة تدريجيا. نحن فريق عصي على الهزيمة ونكون عقبة أمام أي منافس". وألحق جيرونا الهزيمة ببطل الدوري المحلي وبطل أوروبا ريال مدريد في وقت سابق هذا الموسم كما انتزع مرتين نقاطا من صاحب المركز الثاني أتليتيكو مدريد. ورغم النتائج الطيبة إلا أن جيرونا لا يزال يشبه أندية الدرجة الثانية في أمور كثيرة. فمركز تدريب النادي به ملعبان فقط لتدريبات الفريق وهو مكان ضيق للغاية حتى أن اللاعبين يضطرون لتناول الغداء معا في ملعب مجاور للجولف. واضطر النادي لإضافة مدرجات مؤقتة في ملعبه مونتيليفي العام الماضي لتلبية شروط دوري الدرجة الأولى الإسباني. وجيرونا في خضم عملية تحديث وتطوير لكنه يحاول الاقتداء بمتصدر الدوري الانجليزي الممتاز مانشستر سيتي. وفي أغسطس آب 2017 استحوذت مجموعة سيتي لكرة القدم، وهي شبكة الأندية الخاصة بالفريق، على 44.3 في المئة من أسهم جيرونا لتصبح مالكة لأغلبية الأسهم مناصفة مع بير جوارديولا شقيق بيب جوارديولا مدرب سيتي. وأعار سيتي خمسة لاعبين إلى جيرونا رغم أن لاعبا واحدا فقط هو المدافع بابلو مافيو هو الذي يلعب أساسيا بشكل منتظم بينما يعود معظم الفضل للنتائج المتماسكة التي حققها جيرونا هذا الموسم إلى نفس اللاعبين الذين صعدوا معه إلى دوري الأضواء.
* الاقتداء بمانشستر سيتي ويرى جيلي أن العلاقة مع سيتي ليست من أجل كرة القدم بقدر ما هي لصالح تطوير النادي بصفة عامة. فسيتي، على سبيل المثال، يساعد جيرونا في البحث عن ملعب جديد للتدريب. وقال "مانشستر سيتي يمثل مؤسسة مهمة في كرة القدم لها مشاريع رياضية ومالية واجتماعية. ونحن واثقون أن مساعدة سيتي ستحقق لجيرونا نموا كبيرا". ويشعر جيلي بالفخر بالأداء الجيد الذي يقدمه جوارديولا في الدوري الانجليزي الممتاز وقال إن مدرب سيتي بدأ في التفكير بطريقة المدربين منذ أن كان عمره 20 عاما حين كانا يلعبان سويا في الفريق الثاني لبرشلونة. وأوضح "كانت لبيب طريقته في فهم كرة القدم في الملعب. الأمر لا يتعلق فقط بكيفية اللعب وطريقة الأداء لكن أيضا بكيفية التنظيم. "كان جوارديولا يهوى تحليل طريقة اللعب وكان يفكر في كل الاحتمالات التي قد تحدث في الملعب. كان مولعا بكل تفاصيل اللعبة وتواقا لتعلم المزيد كل يوم". وأضاف "نشعر بالفخر والحماس لأن جوارديولا يدرب واحدا من أفضل فرق العالم. هو يعمل لصالح فريقه سيتي ونواصل أيضا في جيرونا المضي قدما في طريقنا. "بالتأكيد فإن سيتي وجيرونا سعيدان بالنجاح فسيتي يقدم أداء رائعا ونعتقد أن جيرونا يقدم أداء جيدا أيضا". * مسيرة رائعة وقد لا تكون مسيرة جيرونا المثيرة نحو إنهاء الموسم ضمن الفرق الست الأوائل والتأهل إلى الدوري الأوروبي هدفا بعيد المنال. وقال جيلي الذي بدأ وأنهى مسيرته الكروية ظهيرا في النادي القطالوني "واجهنا العديد من المشكلات المالية وكان النادي يركز فقط على كيفية الاستمرار عاما بعد عام. "لكن هدفنا اليوم أصبح أن يستمر جيرونا في دوري الأضواء أعواما طويلة والمسألة تعتمد على قدرة الفريق على إحراز أهداف في كل مباراة نخوضها. لكننا نحاول في ذات الوقت توفير الاستقرار وعدم التراجع حتى وإن تعرضنا لبعض العثرات". وأصبح جيرونا صاحب أفضل أداء لفريق صاعد إلى دوري الأضواء في تاريخ الكرة الإسبانية لكن العامل الأهم بالنسبة لجيلي هو القدرة على جذب الانتباه أخيرا إلى مدينة لم تكن يوما معروفة بثقافة كرة القدم. وأوضح "عادة ما كان يتوجه الناس هنا لزيارة برشلونة أو إسبانيول لكن كثيرين باتوا الآن يضعون جيرونا في حساباتهم. "أصبح الأطفال متحمسين وراغبين في زيارة المدينة والتعرف إلى أفراد الفريق ومن بينهم أسر كثيرة. قبل عدة سنوات كانوا يتوجهون إلى برشلونة لرؤية (الأرجنتيني) ليونيل ميسي لكن الآن تغيرت وجهتهم إلى جيرونا".