واحدة من مشاكل هذا الوسط هي عاطفة الجماهير، وهي مشكلة طبيعية نراها في كل دول العالم. لكن المشكلة عندنا تضاعفت بوجود معاليه في رأس الهرم. فهو إذا أصدر قرارا، اعتقدت جماهير ناد معين أنه من صالح ناديها، فانهالت عليه بالمديح. وعلى نفس الصعيد، إذا ظنت جماهير ناد آخر أن القرار يمس ناديها، انتقدت معاليه. وكأن تغريدته الساخرة التي كتب فيها: «في ناس لو مات فيل في ساحل العاج قالوا تركي آل الشيخ» كأنها تجسيد لواقعنا.
أما إذا وضعنا الأمور في نصابها، وتحدثنا بما يمليه علينا ضميرنا الصحفي، عندها نقول إن للرجل محاسن لا تخفى على من ينظر بعين منصفة. تعالوا معي نتصفح علاقة معاليه بالوسط الرياضي، كل الوسط، من مسؤولين وإعلاميين وجماهير ولاعبين، فسنرى أنه متجاوب مع الجميع، وقريب منهم. وهذه صفة قلما توجد في مسؤول لديه كل ما لدى تركي آل الشيخ من مسؤوليات.
كما أن الحس الإنساني الذي برز في شخصية تركي آل الشيخ يضيف بعدا آخرا يبرر لماذا يسمونه «تطبيلا». لست بحاجة لسرد الأمثلة التي برهنت لكل متابع منصف أن تركي آل الشيخ الإنسان هو سبب رئيسي في تميز شخصية هذا الرجل، يكفيه أنه كان سببا في رسم الابتسامة على وجوه كثيرة.
قرابة الستة أشهر قضاها معاليه في قيادة الرياضة السعودية، ولحجم التغيرات التي عشناها في عهده يخيل للمرء أنها ست سنوات. من كان يفكر أن يكون الأمر الملكي الذي أصدر في مطلع سبتمبر الماضي سيكون خارطة طريق جديدة للرياضة السعودية؟ من لا يرَ هذا الحراك ويدعِ أن إبراز ما يقوم به معاليه «تطبيل» فهو بعيد كل البعد عن همومنا وطموحاتنا، وينطبق عليهم القول: «ليتهم عيروا بما هو عار».
@Khaled5Saba