قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا أمس: إنهم ينتظرون دورهم في الموت؛ وذلك بعد استهدافهم بمزيد من الصواريخ والبراميل المتفجرة في واحدة من أعنف عمليات القصف التي يشنها نظام الأسد وروسيا منذ بداية الحرب، تزامن ذلك مع دعوة أممية وفرنسية، إلى وقف فوري للقتال فيها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب: إن عشرة أشخاص على الأقل من قرية واحدة قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وقت مبكر من صباح أمس، وقتل 274 شخصا على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتابع المرصد: إن 13 جثة أخرى منها جثث خمسة أطفال انتشلت من تحت أنقاض منازل دمرت الثلاثاء في قريتي عربين وسقبا.
تعليق فوري
ومن ناحيته، دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الاربعاء، الى وقف فوري للقتال في الغوطة، وقال غوتيريش امام مجلس الامن: «اوجه نداء الى كل الاطراف المعنيين من اجل تعليق فوري لكل الاعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال امام وصول المساعدة الانسانية الى جميع من يحتاجون اليها».
وفي وقت لاحق، ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، بما قال: إنها «حملة إبادة وحشية» ضد المدنيين المحاصرين.
وقال الأمير زيد في بيان: «القانون الإنساني الدولي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية».
وافاد دبلوماسيون بأن مجلس الامن سيصوت في الايام المقبلة على مشروع قرار اعدته الكويت والسويد يفرض وقفا لاطلاق النار يستمر شهرا في سوريا.
وينص مشروع القرار الذي خضع لتعديلات مرارا على فرض وقف لاطلاق النار لثلاثين يوما، وتوقع دبلوماسي لم يشأ كشف هويته ان تمتنع روسيا عن التصويت عليه.
اجتماع اليوم
من جهتها، اعلنت موسكو أمس انها ستطالب بعقد اجتماع عاجل للمجلس اليوم الخميس؛ لبحث الوضع المتأزم في الغوطة.
واوضح السفير الروسي لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الامن ان هذا الاجتماع سيتيح لجميع الاطراف عرض رؤيتهم واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن.
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضا إلى هدنة إنسانية في الغوطة للسماح بإجلاء المدنيين.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع الرئيس الليبيري جورج ويا في باريس: «تندد فرنسا بما يجري هناك»، وأضاف: «الهدنة المطلوبة ستتيح القيام بعمليات الإجلاء اللازمة للسكان المدنيين وستضمن توفير ممرات إنسانية آمنة، لذلك نحن نطالب بالقبول الفوري لقرار الأمم المتحدة الخاص بالهدنة».
وفي السياق، طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، نظام الأسد بوقف حملة العنف في الغوطة المحاصرة.
وأعربت ماي عن فزع الحكومة البريطانية من ارتفاع حدة الغارات الجوية في المناطق المحاصرة، داعية إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنهاء معاناة المواطنين هناك.
وساطة هدنة
وفي الشأن ذاته، لفت مسؤول في المعارضة السورية إلى أن محاولات وساطة لإعلان هدنة في الغوطة لم تنجح حتى الآن.
وقال محمد علوش المسؤول السياسي بجماعة جيش الإسلام إحدى الفصائل الرئيسية للمعارضة في الغوطة: «هناك مساع من بعض الجهات الدولية والمحلية لعمليات هدنة ولم تنجح حتى الآن».
وأوضح علوش أن الوساطة جارية بين المعارضة وموسكو الحليف الرئيسي للنظام لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
من جهة أخرى، توعدت أنقرة أمس بعواقب وخيمة وذلك بعدما دخلت الثلاثاء قوات موالية للأسد منطقة عفرين لمساعدة مقاتلين أكراد على صد هجوم تركي.
ويفتح هذا الباب أمام المزيد من التصعيد في الجبهة الشمالية في الصراع، حيث تتواجد كل من تركيا ومقاتلي المعارضة وجيش الأسد وميليشياته المدعومة من إيران، بجانب مقاتلين أكراد وقوات روسية وأمريكية.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية: إن طائرات تركية قصفت بلدة في عفرين أمس، فيما تواصل أنقرة هجومها الذي بدأته قبل شهر.
وبدأت تركيا الهجوم البري والجوي لطرد الوحدات التي تعتبرها تهديدا أمنيا على حدودها.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر صحفي أمس: إن القوات الموالية للأسد تراجعت، مضيفا: «ستكون هناك بالتأكيد عواقب وخيمة لأي خطوة للنظام أو لعناصر أخرى في هذا الاتجاه».