منذ غزو أمريكا للعراق عام 2003 .. بدأ العراقيون في اللجوء إلى الدول المجاورة هروباً من القتل والجحيم الذي يعايشه العراق.. ومنهم من جاء إلى مصر التي استضافت حتى الآن 150 ألف عراقي تم تسجيلهم لدى المفوضية السامية لشئون اللاجئين حيث يحصلون على الوثائق الصادرة لهم من المفوضية ثم الذهاب إلى وزارة الخارجية ليتلقوا رقماً مرجعاً.. بعد ذلك يمهرون بطاقاتهم التي حصلوا عليها من المفوضية.. بختم الاقامة من وزارة الداخلية..
عن أوضاعهم في مصر وما سببوه من ارتفاع أسعار الشقق والعقارات والسلع وأسواق الاثاث المستعمل كانت لنا هذه اللقاءات مع بعضهم..
ويلات الحروب
(خديجة محي) كانت تقيم في بغداد مع زوجها الذي كان يملك مصنعاً .. ولكن ويلات الحروب المتتالية وغزو أمريكا للعراق أجبرهما على الفرار إلى مصر.. وأقامت في شقة بإحدى المناطق الشعبية بالزاوية الحمراء بالقاهرة.. حيث تتوافر السلع والخدمات بأسعار زهيدة .. ونعيش الآن على المعونات.. وتشتري احتياجاتها من الأثاث من سوق المطرية أو غيره ..
تقول خديجة .. انها تأسف لتركها العراق.. والشيء المؤسف حقاً أنها لا تعلم عن أولادها شيئاً حتى الآن بعدما تشتتت الأسرة.. وعلمت مؤخراً بأن والدها توفى بعد صراع مع المرض ببغداد.
مواكبة المعيشة
(عصام – ر) يقيم في شقة صغيرة جداً بمساكن مصر الجديدة بإيجار شهري قدره ألف جنيه .. تعيش معه زوجته وأولاده (رائف – رنين – ريهام) .. ويعمل سائقاً لدى احدى الأسر لكي يواكب المعيشة ويستطيع أن يكمل دراسات الأولاد بإحدى المدارس خاصة أنهم في المراحل الابتدائية.
قال .. انه اختار مصر لأن الأسعار بها أرخص من سوريا والأردن بدأت تشهد وجود بعض الميلشيات وهناك عمليات اختطاف داخل سوريا وقد عبر إليها العنف الطائفي وأنه اشترى حجرة نوم مستعملة بـ2500جنيه من سوق المستعمل بميدان الجامع.
ارتفاع الاسعار
أضاف (محمد – ع) انه غادر محافظة الأنبار بالعراق بعد أن اعتقلته القوات الأمريكية واحتجزته سبعة أشهر.. وقد خشى ما يمكن أن يحدث له لو اعتقلوه مجدداً.. ولذلك فقد قرر السفر إلى مصر في يونيو 2005 وأن الوضع في العراق ليس آمناً بالنسبة لأقربائه بصفة خاصة والعراقيين بصفة عامة..
يقول محمد .. لسنا السبب الوحيد في ارتفاع أسعار الشقق والفيلات في المناطق الجديدة بالقاهرة مثل أكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة والشروق والعبور وبدر.. إنما الحياة بصفة عامة في ازدياد وارتفاع اسعار مطرد في كل شيء.. وهنا في القاهرة .. أرحم من أماكن كثيرة غير مصر.. حيث الود والدفء والعروبة والتآخي وغيرها .. واضاف.. نعيش مع إخواننا المصريين في حب وتآلف ولا ننسى دورهم والأشقاء العرب في حربنا ضد إيران وغير ذلك..
بقالة وحبوب
أسن حمزة.. عراقية.. تعيش حالياً في شقة مفروشة بالهرم.. وتعمل بائعة في تجارة البقالة والحبوب.. وتتمنى أن يعود الهدوء إلي العراق وترجع إلى أرضها .. عاصمة الحضارات ..
سعيد عبد العظيم.. يقيم بإحدى الشقق المشتركة في مدينة بدر حيث يقيم معه 12 فرداً في تلك الشقة المكونة من ثلاث حجرات بكل حجرة 4أسر.. بإيجار شهري 50 جنيهاً للفرد ويعمل «شيال» بضائع وأجهزة في المدينة .. حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً..
وللعلم ان كنت هناك من أكبر رجال الأعمال . ولكن الحال انقلب.. وبقيت اشتري المستعمل سواء أثاث أو ملابس..
أما (شيماء – م) فتقول: الحياة هنا بسيطة وآمنة عن بلادنا بالعراق .. ورغم ارتفاع أسعار السلع هنا فهي أرحم من المعيشة في بلاد أخرى مجاورة..
أقيم مع والدتي المسنة بالهرم بعد أن فقدت أبي في تلك الحروب الدائرة منذ الاحتلال.. وأحياناً أنزل إلى سوق امبابة لأشتري وأقوم ببعض احتياجاتي بعملي داخل منازل الأسر المصرية من غسيل وطهي وتنظيف تلك الشقق مقابل أجر متغير حوالي 500جنيه شهرياً.. وأشتري بعض الأجهزة والأدوات من الأسواق الشعبية التي تبيع المستعمل مثل الثلاجات .. والكراسي .. والأسرة .. بأسعار رخيصة نسبياً.
