نصادف في حياتنا اليومية أشخاصا مختلفي التصرفات ومتعددي الطباع فهناك من يميل إلى الاجتماع بالآخرين والتعرف على حياتهم سواء تلك العملية أو الخاصة ويرى في ذلك تحقيقا للإنسانية وتطويرا للعلاقات مسميا نفسه بالاجتماعي وفي المقابل هناك من الأشخاص من يميل إلى الانعزالية ويحدد لنفسه محيطا خاصا به لا يتجاوزه يتكون من عدد معين من الأشخاص ولا يشغل باله بغيرهم ويطلق على نفسه انعزالي وبين هذا وذاك هناك من يتوسط بين النوعين ويحاول الموازنة بين الاجتماعية والانعزالية لكن هناك من يصعب عليه الموازنة فيفرط في الاجتماع بالآخرين لدرجة التدخل في حياتهم الخاصة ومختلف شؤون الحياة فلا يترك صغيرة أو كبيرة إلا ويسأل عنها ولا يفوت على نفسه موقفا إلا ويعرف كل متعلقاته تحت مسمى الفضول مما يجعله منبوذا من الآخرين .
وداد الغانم الاخصائية النفسية من جهتها علقت على الموضوع وقالت : من الطبيعي أن نقابل في حياتنا أشخاصا متعددي السلوك فنحن في مجتمع لكل من أفراده شخصيته الخاصة به وسلوكه المميز له وقد نقبل الشخص تبعا لتصرفاته وقد نرفضه لذات الشيء وحقيقة أن الشخص الفضولي لا يمكن أن نقول عنه أن منبوذ من الآخرين إلا إذا خرج فضوله من الحد المعين الخاص بالفضول حيث إن هناك درجات للفضول منها الفضول الحسن والمقبول وهو الذي يتسم به أغلب الأشخاص في مجتمعنا وهو الطبيعي وهناك الفضول الخفيف والذي لا يكاد يبين ويأتي عن طريق العفوية في أثناء الحديث مع الآخرين وتحذر الغانم من النوع الذي يكون فيه صاحبه منعزلا عن الآخرين يعيش وحده في جزيرة نائية لا يتدخل بغيره نهائيا ويغلق الباب على نفسه دون الاختلاط بأحد فنحن مجتمع إنساني الاجتماعية فيه من الصفات المميزة ويجب ألا ننسى بأنه لولا الفضول المصاحب للذكاء لما استطاع العلماء والمؤلفون والمبدعون الوصول إلى ما وصلوا إليه من مخترعات ومؤلفات ومنتجات قد تركت بصمة واضحة في تاريخ حياتهم لكن المهم ألا يخرج الفضول عن الحد المطلوب حين يحشر الشخص نفسه بأمور لا دخل له فيه ويفرض نفسه على الآخرين فقط لأجل معرفة كل شيء فهذا النوع منهي عنه .
